
ألونسو يعوّض مودريتش بحل ذكي من داخل ريال مدريد
تعيش جماهير نادي ريال مدريد فترة مميزة، بعد الظهور القوي لفريقها في كأس العالم للأندية، وذلك في أولى مباريات الفريق تحت قيادة المدرب الإسباني، تشابي ألونسو (43 عاماً). وقد نجح الأخير خلال وقت وجيز في تغيير ملامح الفريق، محوّلاً إياه من مجموعة تعتمد على فرديات نجومها إلى منظومة جماعية متكاملة تلعب وفق نهج تكتيكي واضح يُعبّر عن فكر مدربها الجديد.
وفي ظل اقتراب نهاية عقد النجم الكرواتي، لوكا مودريتش (39 عاماً)، الذي حصل على تمديد استثنائي خاص للمشاركة في كأس العالم للأندية، بعد انتهاء عقده الرسمي مع النادي الملكي، وجدت إدارة ريال مدريد نفسها أمام ضرورة ملحّة للبحث عن خليفة لهذا اللاعب الرائع، الذي قاد وسط ملعب الفريق لسنوات، وحقق برفقته العديد من الألقاب.
وشكّل مودريتش لفترة طويلة ثلاثياً ذهبياً في خط الوسط، إلى جانب الألماني توني كروس (35 عاماً) والبرازيلي كاسيميرو (33 عاماً)، وهو الثلاثي الذي لعب دوراً محورياً في تتويج ريال مدريد بلقب دوري أبطال أوروبا ثلاث مرات متتالية بين 2016 و2018.
ومع رحيل كروس نهاية الموسم الماضي وغياب البديل الحقيقي له، ظهر التأثير السلبي سريعاً، إذ فشل الفريق في تحقيق لقب "الليغا"، وكأس الملك، ودوري الأبطال.
هذا الواقع دفع إدارة النادي إلى تجنّب تكرار الخطأ نفسه، عبر البدء بالبحث الجدي عن لاعب قادر على ملء فراغ مودريتش المرتقب، وإعادة التوازن إلى خط وسط الفريق.
ورغم ورود عدة أسماء على رادار ريال مدريد لتعويض الرحيل المرتقب للكرواتي المتوج بالكرة الذهبية عام 2018، فإن ألونسو كان له رأي مختلف، إذ قدم إلى الفريق حلاً سحرياً أثبت نجاعته، وأكدت مباريات كأس العالم للأندية صواب اختياره.
ومنح ألونسو، الذي عُرف بقدرته على تطوير اللاعبين الشبان، خلال تجربته السابقة مع باير ليفركوزن، ثقته للموهبة التركية، أردا غولر (20 عاماً)، وغيّر مركزه داخل أرض الملعب.
فبعد أن اعتاد اللعب جناحاً أيمن أو صانع ألعاب كلاسيكياً تحت قيادة المدرب السابق، الإيطالي كارلو أنشيلوتي (66 عاماً)، قرر ألونسو إعادة توظيف غولر لاعبَ وسط متأخراً، بمواصفات "صانع ألعاب عميق"، يتحمل مهمات مزدوجة دفاعية وهجومية، شبيهة بتلك التي تميز بها مودريتش في ذروة عطائه.
هذا التحوّل التكتيكي سمح لغولر بإظهار قدراته الفنية والبدنية بشكل أفضل، ومنحه حرية أكبر في إدارة نسق اللعب، ليقدّم أداءً لافتاً جعل منه أحد أبرز مفاجآت ريال مدريد في "الموندياليتو"، ويتحوّل من لاعب بديل محدود الدقائق في عهد أنشيلوتي، إلى عنصر محوري في خط وسط الفريق تحت قيادة ألونسو.
وسبق لمكتشف أردا غولر، المدير الفني لنادي وولفرهامبتون الإنكليزي، البرتغالي فيتور بيريرا (56 عاماً)، أن قدّم نصيحة للمدرب الإسباني، تشابي ألونسو، بتغيير مركز غولر داخل أرض الملعب،
مؤكداً له الإمكانات الكبيرة للنجم التركي الشاب في أدوار وسط الملعب المتأخر.
ويُرتقب أن تتضح بصمة ألونسو أكثر مع مرور الوقت، وترسيخ أفكاره التكتيكية داخل الفريق، ليقدم نفسه واحداً من المدربين الواعدين، الذين لا يكتفون فقط بتحقيق النتائج، بل يصنعون الفارق بتقديم كرة قدم منظمة وحديثة.
ويؤكد أن نجاحه اللافت مع باير ليفركوزن الألماني لم يكن مجرد طفرة كروية مؤقتة، بل يعكس رؤية فنية ناضجة قادرة على إعادة رسم ملامح كرة القدم الأوروبية خلال السنوات المقبلة.