
من مارادونا إلى زيدان.. نجوم عادوا للمنتخبات بعد الاعتزال
شهد عالم كرة القدم مجموعة من أبرز نجوم الساحرة المستديرة، الذين اتخذوا في فترات سابقة قرار الانسحاب أو الاعتزال الدولي، ليتفرغوا لأنديتهم، أو بسبب خلافات مع اتحاداتهم الوطنية، أو ضغوط شخصية.
إلا أن هؤلاء النجوم لم يبتعدوا عن منتخبات بلادهم نهائياً، بل عادوا لاحقاً لتمثيل وطنهم مجدداً، بعد أن فُتحت لهم الأبواب، سواء بدوافع رياضية بحتة لتعزيز صفوف المنتخبات الوطنية في لحظات حاسمة، أو لأسباب شخصية تدعم القيم والمبادئ.
وذكر تقرير لصحيفة آس الإسبانية أبرز هؤلاء اللاعبين:
دييغو مارادونا
عاد دييغو أرماندو مارادونا إلى منتخب الأرجنتين في 31 أكتوبر/ تشرين الأول 1993، بعد غياب طويل منذ كأس العالم 1990.
وخلال فترة غيابه، قضى أسطورة "التانغو" عقوبة الإيقاف عاماً كاملاً، بسبب تعاطي المنشطات.
وجاءت عودته في مباراة الذهاب من ملحق التصفيات المونديالية ضد أستراليا في سيدني، بعد الأداء السيئ لـ"الألبيسيليستي"، والذي بلغت ذروته بعد الهزيمة التاريخية أمام كولومبيا 0-5.
واستجابةً للضغط الجماهيري والحاجة الملحة للتأهل إلى مونديال الولايات المتحدة 1994، أقنع المدرب ألفيو باسيل، ورئيس الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم، خوان غرونونا، مارادونا بالعودة.
وفي تلك المباراة، قاد مارادونا منتخب بلاده، ومرر كرة الهدف الأول إلى أبيل بالبو، رغم تعادل أستراليا لاحقاً.
وفي مباراة العودة في بوينس آيرس، بتاريخ 17 نوفمبر/ تشرين الثاني 1993، فازت الأرجنتين بهدف من غابرييل باتيستوتا، وتأهلت رسمياً للمونديال.
زين الدين زيدان أحد نجوم العودة من الاعتزال
بعد عام من إعلان اعتزاله الدولي، عاد زين الدين زيدان إلى منتخب فرنسا في 2005. وكان سبب عودته سوء النتائج، التي كان يمر بها "الديوك" في تصفيات كأس العالم 2006،
إضافة إلى طلب زملائه في الفريق، الذين اعتبروه قائداً لا غنى عنه. قبول زيدان العودة كان بهدف إنهاء مسيرته الدولية في القمة. وأسهمت عودته في تحفيز المجموعة، ووصل الفريق إلى النهائي التاريخي في مونديال 2006.
لويس فيغو
عقب اعتزاله في عام 2004، عاد لويس فيغو إلى منتخب البرتغال في 2005، وكانت دوافعه دعم الفريق في المرحلة الأخيرة من التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2006 في ألمانيا.
وساهمت عودة أحد نجوم ريال مدريد السابق، في تعزيز القيادة والخبرة ضمن مجموعة شابة، ليصبح عنصراً أساسياً في وصول البرتغال إلى نصف النهائي التاريخي.
صامويل إيتو
عاد إيتو إلى منتخب الكاميرون في 2013، بعد انسحاب قصير بسبب خلافات مع الاتحاد وانتقادات شخصية.
وكان هدفه قيادة الفريق في كأس العالم 2014، ولعب أبرز نجوم برشلونة سابقاً دوره قائداً وممثلاً أساسياً للفريق، وحاملاً المسؤولية والفخر أمام العالم.
ليونيل ميسي
أعلن ميسي اعتزاله الدولي في يونيو/ حزيران 2016، بعد خسارة نهائي كوبا أميركا أمام تشيلي، ليكون ثالث نهائي يخسره المنتخب الأرجنتيني على التوالي.
ونتيجة الإحباط والنقد الواسع، صرح ميسي قائلاً: "إن المنتخب انتهى بالنسبة لي".
ومع ذلك، وبعد أسابيع قليلة، عاد نجم نادي إنتر ميامي عن قراره إثر الدعم الجماهيري الكبير، ليواصل قيادة الأرجنتين ويحقق لاحقاً كأس العالم 2022، إلى جانب بطولتين لكوبا أميركا.
زلاتان إبراهيموفيتش
عاد زلاتان إبراهيموفيتش إلى منتخب السويد في 2021، بعد خمس سنوات من اعتزاله الدولي عقب "يورو 2016".
وكانت دوافعه الأداء الممتاز مع ميلان الإيطالي، ورغبته في تقديم خبرته للفريق قبل "يورو 2020"، التي أُقيمت صيف 2021 بسبب تأجيل البطولة.
توني كروس
اعتزل النجم الألماني، توني كروس، دولياً عام 2021 عقب "يورو 2020"، لكنه عاد إلى "المانشافت" في 2024، كانت دوافعه دعم الفريق قبل بطولة "يورو 2024"، التي أقيمت في ألمانيا.
وأقنعه المدرب يوليان ناغلسمان بالعودة لتقديم خبرته وقيادته للاعبين الشباب.
تيبو كورتوا
بعد غياب عامين، عاد الحارس العملاق، تيبو كورتوا، إلى منتخب بلجيكا في 2025، بعدما فاتته "يورو 2024"، بسبب خلاف مع المدرب السابق، دومينيكو تيديسكو، إثر عدم اختياره قائداً في مباراته رقم 100.
وبعد تولي رودي غارسيا المهمة، قرر كورتوا العودة، وحل الخلافات مع زملائه، وأكد التزامه بالمشاركة في مونديال 2026.
روبرت ليفاندوفسكي
اتخذ روبرت ليفاندوفسكي قراره بالعودة إلى منتخب بولندا في 2025، بعد غياب نجم نادي برشلونة عدة أشهر، بسبب خلاف مع المدرب السابق ميشال بروبيرز، الذي سحب منه شارة القيادة.
وبعد تعيين يان أوربان مدرباً جديداً، عاد مهاجم برشلونة الحالي، واستعاد شارة القائد، وشارك في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026 ضد هولندا وفنلندا.
بورخا إغليسياس
احتج بورخا إغليسياس على التصرف المثير للجدل من رئيس الاتحاد الإسباني السابق، لويس روبياليس، أثناء الاحتفال بكأس العالم للسيدات 2023، بما في ذلك القبلة غير المرغوب فيها للاعبة المنتخب النسائي، جيني هيرموسو،
وعاد إلى منتخب بلاده بعد ثلاثة أعوام من انسحابه. وأكد إغليسياس، أحد نجوم ريال بيتيس حينها، أنه لن يعود، حتى يتحمل المسؤولون عواقب أفعالهم.
وبعد ثلاث سنوات لاحقة، استدعاه الجهاز الفني الجديد، لتكون عودته رمزاً للالتزام الأخلاقي والدعم لمنتخب السيدات.
آدا هيغربيرغ
عقب غياب دام خمس سنوات، عادت اللاعبة آدا هيغربيرغ إلى منتخب النرويج عام 2022، حيث كانت قد اعتزلت في 2017، احتجاجاً على عدم المساواة في المعاملة بين كرة القدم النسائية والرجالية في بلادها.
وجاءت عودتها بعد تغييرات في الاتحاد النرويجي وتحسين ظروف اللاعبات، لتشارك في بطولة أوروبا للسيدات.
أيتانا بونماتي وماريونا كالينتوي وأونا باتييه
عاد الثلاثي النسائي، أيتانا بونماتي وماريونا كالينتوي وأونا باتييه، إلى المنتخب الإسباني للسيدات عام 2023، بعد انسحابهن في 2022، مع 12 لاعبة أخرى، احتجاجاً على إدارة الجهاز الفني بقيادة خورخي فيلدا.
ولعبت عودتهن دوراً محورياً في تتويج منتخب إسبانيا بكأس العالم للسيدات، لأول مرة في تاريخه.
ليلى وهابي وباتري جيخارّو
انسحبت اللاعبتان ليلى وهابي وباتري جيخارو من منتخب إسبانيا للسيدات في 2022، وعادتا في 2024، وذلك في سياق تغييرات إدارية وفنية شملت تعيين مونتسي تومي مدربة جديدة، وماركيل زوبيزارريتا مديراً رياضياً، مما ساعد في صنع بيئة مثالية للعودة.
وأكدت باتري أنها مرت بعملية طويلة وصعبة، لكنها سعيدة بالعودة، ورؤية التغييرات الإيجابية.