
المهرجانات التقليدية... فسحة فرح تحفظ الذاكرة والهوية
تتنوّع المهرجانات التقليدية والأنشطة الثقافية حول العالم، وتتفرّد الحضارات والمجتمعات بأنواعٍ محدّدة منها، وفقاً لكل دولة أو بيئة أو فئة معيّنة.
غير أن تلك الاحتفالات باختلاف عاداتها وطقوسها ومعانيها تبقى وسيلةً حيويّة للتواصل مع الشعوب وبناء جسور المحبة والتلاقي،
فهي عبارة عن فرصةٍ لتقديم فسحة فرحٍ للمواطنين والمقيمين والسياح، تساعد في تضميد لوعة الواقع المرير من حولنا، وفي حفظ الذاكرة والهوية المجتمعية ومنع اندثارها.
وعلى وقع الأناشيد والأغاني والعروض الخاصة بثقافة كل مجتمع، تنطلق تلك المهرجانات في أيام الربيع والصيف وعند مناسبات محدّدة، باعتبارها تقليداً سنويّاً متجذّراً، يحاكي التاريخ ويلامس المشاعر بلغة الموسيقى والرقص والغناء والاستعراض.
وتشكل تلك الأنشطة والفعاليات مساحة لإبراز المواهب والإبداعات الفنية، إذ تتبارز الشعوب لتقديم أروع العروض وأكثرها جذباً للاهتمام، إيماناً منهم بأنها تعبيرٌ حيٌّ عن أسلوب حياتهم ونمط عيشهم ونظرتهم تجاه المستقبل.
يستوحون من الطبيعة وتراث الآباء والأجداد ما يتناغم مع متطلبات العصر وتطلعات الشباب والأطفال وكبار السن، يُبلورون برامج متنوّعة تستقطب جميع الفئات، ويحرصون على اعتماد الألوان الزاهية لما تمثله من نبضٍ وأملٍ بحياةٍ أفضل.
تستغرق التحضيرات لتلك المهرجانات التقليدية العديد من الأشهر والأيام المتواصلة، غير أنّها تحمل في طيّاتها نكهةً خاصة ينتظرها عشّاق الثقافة، إما لممارسة طقوسهم أو للتعمّق في عادات الآخرين والغوص في حيثيّاتها ورمزيّتها.