
5 مخرجين عرب ينافسون على جوائز الفيلم الأوروبي
أُعلنت هذا الأسبوع «القائمة القصيرة» لجوائز الفيلم الأوروبي؛ تلك التي تمنحها «أكاديمية الفيلم الأوروبي» سنوياً منذ عام 1988، وتختصّ فقط بأفلام المنتجين الأوروبيين، حتى وإن حقَّقها مخرجون غير أوروبيين، مما يُفسّر هذا العام وجود عدد كبير من الأفلام التي حقَّقها مخرجون ومخرجات من دول غير أوروبية، أمثال آن ماري جاسر (فلسطينية - أميركية)، وكوثر بن هنية (تونسية)، وجعفر بناهي (إيراني)، ومراد فيراتوغلو (تركي).
لا تكشف الأكاديمية عن عدد الأفلام التي يُشاهدها الأعضاء المنتسبون إليها (5400 عضو) قبل اختيار ترشيحاتها الرسمية، بل تكتفي بسرد عدد الأفلام التي تُشكّل القوائم القصيرة المختلفة، وهي قائمة الأفلام الروائية الطويلة (44 فيلماً)، وقائمة الأفلام غير الروائية الطويلة (15 فيلماً)، وقائمة أفلام الرسوم المتحرّكة (8 أفلام). المجموع هو 67 فيلماً أُطلقت قائمة الأفلام الروائية وقائمة الأفلام التسجيلية منها هذا الأسبوع، وستُعلن قوائم أخرى في الأسابيع المقبلة.
من الفيلم الإسباني «صراط» (ذا ماتش فاكتوري)
وإضافة إلى التقسيم الثلاثي للمسابقات، هناك مساحة كبيرة لجوائز تتجاوز هذه الأقسام. وإلى جانب 8 جوائز تُمنح في مجالات الأفلام المذكورة، هناك جوائز لأفضل اكتشاف أوروبي، وأفضل مخرج، وأفضل ممثل، وأفضل ممثلة، وأفضل كاتب سيناريو، وأفضل مصوّر، وأفضل مونتير، وأفضل تصميم ملابس، وأفضل «كاستينغ دايركتور»، وأفضل موسيقار، وأفضل فنان تصميم شَعر وماكياج.
سيُعلن عن الفائزين في 18 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، ويُقام حفل توزيع الجوائز في 17 يناير (كانون الثاني) 2026 في برلين.
هناك 5 أفلام لمخرجين عرب في مسابقة الأفلام الطويلة المُعلن عنها، وهي «فلسطين 36» لآن ماري جاسر، الذي موَّلته بريطانيا وفرنسا والدنمارك والنرويج، و«صوت هند رجب» لكوثر بن هنية (فرنسا)، و«الأخت الصغيرة» لحفصية حرزي (فرنسا، ألمانيا)، و«ذات مرة في غزّة» للأخوين طرزان وعرب ناصر (موَّلته شركات فرنسية وألمانية وبرتغالية)، و«مع حسن في غزّة» لكمال الجعفري المُقدَّم باسم ألمانيا. (كل هذه الأفلام، ما عدا «الأخت الصغيرة»، جرى عرضها نقدياً هنا في الأسابيع الماضية).
المخرجة أنيسكا هولاند (ملف أكاديمية الفيلم الأوروبي)
حاضر وتاريخ
ليس معروفاً إذا ما كان المدّ الحالي المُحتفي بالأفلام التي تطرح الموضوع الفلسطيني، والمتمثّل هنا بأفلام بن هنية وجاسر وناصر، سيشمل الجوائز الممنوحة من الأكاديمية. هذا الأمر مُحتَمل، لكن المنافسة (ضمن هذا العدد الكبير من الأفلام المرشَّحة) تجعله أيضاً صعباً.
من الأفلام الأوروبية التي تتمتّع بحضور كبير، نسبةً إلى أسماء مخرجيها على الأقل، فيلم البولندية أنيسكا هولاند «فرانز»، والفيلم الإسباني أوليڤر لاكس «صراط»، و«مت يا حبيبي» للأميركية لين رامزي (إنتاج بريطاني - أميركي)، و«بوغونيا» لليوناني يورغوس لانثيموس، و«القضية 137» للفرنسي دومينيك مول، و«الشكر» للإيطالي باولو سورنتينو، و«صديق صامت» للمجرية إلديكو إنيدي، التي سيحتفي «مهرجان القاهرة» المقبل بها مانحاً إياها جائزة عن مجمل أعمالها.
هدف تأسيس «جوائز الفيلم الأوروبي» سنة 1988 كان الاحتفاء بالأفلام الأوروبية على نحو يتجاوز الإطار المحلّي لباقي الجوائز الأوروبية، باستثناء جوائز «بافتا» البريطانية التي تُجاور «الأوسكار» في اهتماماتها المختلفة، فمسابقاتها تشمل الأفلام غير الناطقة بالإنجليزية، وتلك الأميركية التي عُرضت في بريطانيا طوال السنة.
يتمثَّل هدف آخر لإقامة «جوائز الفيلم الأوروبي» في الرغبة بدفع السينما الأوروبية وتحسين وضعها في الأسواق العالمية. صحيح أنّ الأكاديمية غير معنيّة بالمسارات التجارية للأفلام المصنوعة في الدول الأوروبية، لكن من شأن جوائزها ترويج الشخصيات والأفلام الفائزة بها.
بلغ عدد الأفلام المرشَّحة في الدورة الأولى 7، فاز من بينها الفيلم البولندي «فيلم قصير عن القتل» لكريستوف كيشلوفسكي. ومن الأفلام التي تنافست على جائزة أفضل فيلم روائي «أصوات بعيدة، حيوات ساكنة» (Distant Voices, Still Lives) للبريطاني تيرينس ديفيز، و«جوانح الرغبة» (Wings of Desire) للألماني ڤيم ڤندرز.
ومن أبرز المخرجين الفائزين خلال الدورات الـ37 الماضية «منظر طبيعي في الضباب» (Landscape in the Mist) لليوناني ثيودوروس أنجيلوبولوس (1989)، و«قريباً من عدن» لنيكيتا ميخالكوف (1993، الفيلم الروسي الوحيد الفائز حتى الآن)، و«أرض وحرّية» لكين لوتش (بريطانيا، 1995)، و«الحياة حلوة» لروبرتو بينيني (إيطاليا، 1998)، و«إميلي» للفرنسي جان- بيير جونيه (2001)، و«كيو ڤاديس، عايدة؟» (البوسنة، 2021).
أما الفيلم الفائز في العام الماضي، فكان «إيميليا بيريز» لجاك أوديار (فرنسا).