
ثلثا سكان العالم تعرضوا لانتهاكات في الحريات الدينية
شهد العالم خلال عامي 2023 و2024 تزايداً في الانتهاكات الخطرة للحريات الدينية، وقد عانى من ذلك ثلثا سكان الكوكب، على ما أفادت اليوم الثلاثاء منظمة كاثوليكية نددت باستخدام الذكاء الاصطناعي أداة للقمع.
وقال تقرير لمنظمة "ايد تو ذي تشيرتش إن نيد" الحاصلة على موافقة رسمية من الكرسي الرسولي، إن "أكثر من 5.4 مليار شخص، أي نحو ثلثي البشرية، يعيشون داخل 62 دولة يواجهون اضطهاداً أو تمييزاً دينياً، في ازدياد كبير مقارنة بالأعوام السابقة.
وأكد مدير المركز الفرنسي لدرس الكتاب المقدس والآثار في القدس، أوليفييه بوكيون، والمنتمي إلى رهبنة الدومينيكان، أن "الحرية الدينية غالباً ما تكون الحلقة الأضعف" بين مجموعة الحقوق الأساس.
وتصدر المنظمة تقريراً هو الوحيد الذي تجريه منظمة غير حكومية ويغطي مختلف الأديان ويتمحور على الحرية الدينية في العالم كل عامين منذ عام 1999، ويصنف 196 دولة إلى ثلاث فئات: الاضطهاد والتمييز والدول قيد المراقبة.
وظهرت في فئة "الاضطهاد" التي تتسم بأعمال عنف أو مضايقات خطرة 24 دولة بينها الهند والصين،
وقالت أميلي بيرتلان، وهي صحافية في المنظمة أسهمت في إعداد التقرير، إن الصين وكوريا الشمالية تتميزان باستخدامهما للذكاء الاصطناعي "لتسهيل تعقب الأقليات الدينية".
وذكر التقرير أنه "في بلدان مثل الصين وكوريا الشمالية وباكستان، تستخدم الحكومات والجهات غير الحكومية على السواء أدوات رقمية لممارسة الرقابة بحق المؤمنين وتخويفهم وتجريمهم، مما يحوّل الإيمان الديني إلى ما ينظر إليه على أنه تهديد أمني"،
لافتاً إلى أن "الذكاء الاصطناعي ينطوي على إمكانات هائلة للتلاعب".
وبرزت 38 دولة بينها تركيا ومصر وفيتنام في فئة "التمييز" التي تتسم بوجود ظلم شديد تجاه مجموعات دينية معينة، غالباً بسبب منح ديانة محددة مكانة مهيمنة في المجتمع.
وخلال مؤتمر صحافي قال مدير المنظمة بونوا دو بلانبري إنه "في إسرائيل والأراضي الفلسطينية لاحظنا أن التمييز يتجذر في تداخل القومية الدينية العرقية مع مظاهر التطرف".
ويشكل العنف المتصل بالتشدد الإسلامي، ولا سيما في أفريقيا جنوب الصحراء، والقومية الدينية تهديدين آخرين آخذين في التزايد حول العالم للحرية الدينية.
وشهدت دولتان فقط، هما كازاخستان وسريلانكا، تحسناً في الحرية الدينية منذ عام 2023، فيما لفت التقرير إلى أن الدول الغربية التي تعتبر من البلدان التي تحترم الحرية الدينية، شهدت زيادة في الأعمال المعادية للسامية والمسلمين خلال الفترة نفسها.
وكتب البابا لاوون الـ 14 في منشور عبر منصة "إكس" إثر نشر التقرير، إن "الحرية الدينية تسمح بالبحث عن الحقيقة، بعيشها بحرية وبالشهادة لها علناً، لذا فهي ركن أساس لأي مجتمع عادل، لأنها تحمي الفضاء الخلقي الذي يكون فيه الضمير ويمارس".