السردية الحو.ثية والصورة النمطية التي رسخوها عن اليمني
لا يريد الكهنة أن يصور أحد تأثير الغارات الإسرائيلية على المنازل والناس، لا يريدون أن يرى أحد البكاء والعويل والمشاعر الإنسانية الطبيعية،
ولا صراخ الناس قائلين: لماذا أقحمنا معتوه صعدة في هذه الحرب وهو لا يملك منظومة دفاع جوي ولا ملاجئ كما في إسرائيل لحماية المواطنين.
يريدون أن يستثمروا هم مكان الجريمة وصور الضحايا، حيث يبحثون عن أحد أقاربهم ويدفعوه ليقول: دماءهم فداء لغزة.
لا يردون أن يرى أحد فاجعة الناس بسبب مغامرات معتوه صعدة، يريدون أن يظهر اليمني وكأنه حجر بلا مشاعر لا يكترث لدماء حتى أقاربه.
تلك السردية الحو.ثية والصورة النمطية التي رسخوها عن اليمني أنت كائن لا يكترث للحياة، أدت لاسترخاص العالم لدماء اليمنيين طالما هم هكذا يحبون الموت ويسعون له فداء لغزة، ولهذا لا أحد يندد بما يحدث، حتى من ينددون بقصف غزة يصمتون عن اليمن، فصار الدم اليمني الأرخص في العالم بسبب هذا الرخيص فقيه صعدة.
بعد كل جريمة ترتكبها إسرائيل، وقبل أن تلعنوها مرة، العنوا عبدالملك وأخوه حسين ووالده بدر الدين وكل بيت الحو.ثي الحقراء الف مرة، هم الذين جروا كل هذه الويلات لليمن بسبب فكرهم المتخلف وطمعهم في السلطة والجاه.
العنوهم هم، ليعرفوا أن لا احد في اليمن يقول: دماءنا فداء لهذا وذاك، ومن أراد الجهاد فليستعد هو وأبنائه وليذهب لأي جبهة، مش يحتمي وقت الحرب في الكهوف ويعيش وقت السلم في الطيرمانات والمواطن المسكين يدفع الثمن فقرًا في السلم ودماءًا في الحرب.
دعم غزة هو في القدرة على وقف معاناة الفلسطينيين فيها أو الحد منها على الأقل، وليس بعمل مأساة جديدة في صنعاء واستنساخ الدمار والعويل والبكاء.