فلسطين: كيان الاحتلال يليّن موقفه: تنازل ينعش المفاوضات
الرأي الثالث - وكالات
عاد، أمس، الوفد الإسرائيلي المفاوض من القاهرة، بعد انتهاء جولة أخرى من المفاوضات التي حضرتها وفود الوسطاء، وغاب عنها وفد حركة «حماس».
وبحسب التقارير الإسرائيلية، فإن الوسطاء قاموا بصياغة اقتراح محدّث لصفقة تبادل أسرى، «يسمح بهامش من المناورة، ويقع ضمن الصلاحيات التي حدّدتها إسرائيل للموافقة عليها في الصفقة، وقد يتضمّن بعض المرونة في عودة النازحين إلى الشمال (لكنه لا يتضمّنها الآن بشكلٍ صريح)».
وبحسب «القناة 12» العبرية، فإن هنالك «توقّعات بوجود ردّ إيجابي من حماس على المقترح الجديد المقدّم من الوسطاء، رغم أنه ليس أمراً سهلاً».
وبحسب تقرير القناة، فإنه «إذا كان الردّ من حماس إيجابياً، فإن الضغوط ستتصاعد، الأمر الذي سيقود إسرائيل إلى نقطة لا خيار فيها سوى الموافقة على الصفقة»، مع الإشارة إلى أنه «في حال الحصول على موافقة حماس، فإن وفداً إسرائيلياً سيعود إلى القاهرة في الأيام المقبلة».
ويروّج الإسرائيليون لكون المقترح الحالي المحدّث، هو أقصى ما يمكن أن تقدّمه إسرائيل من تنازلات، وأن الكرة الآن في ملعب «حماس».
وبحسب ما نقلت قناة «كان» عن مسؤول إسرائيلي كبير مشارك في المفاوضات، فإنه «سيكون من الصعب للغاية، بل من المستحيل، التوصّل إلى اتفاق مع حماس إذا رفضت اقتراحنا الجديد، ولا يمكن أن تكون هناك مرونة تتجاوز ما تمّ طرحه».
بدوره، قال رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، اليوم (الأربعاء)، إن نقطة الخلاف الرئيسية في المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة هي عودة النازحين لمناطق مختلفة من القطاع الفلسطيني، حسب وكالة «رويترز» للأنباء.
من جهتها، تأمل القاهرة الوصول إلى تهدئة تمتدّ لـ 6 أسابيع في غزة، قبل بداية الأسبوع المقبل.
ويدلّل المسؤولون المصريون على إمكانية أن تتحقّق آمالهم، بما يعتبرونه «ضغوطاً أميركية انعكست في تنازلات قدّمها الاحتلال خلال جولة المفاوضات في القاهرة».
وتتحدّث المصادر المصرية المطّلعة على المفاوضات، عن أن «تغيّرات سُجّلت في موقف إسرائيل في ما يتعلّق بعودة السكان الى شمال قطاع غزة،
وأعداد وأسماء الأسرى الذين سيتمّ الإفراج عنهم من سجون الاحتلال، في مقابل المجنّدات الإسرائيليات لدى المقاومة».
كما تطرّق البحث، بحسب المصادر، إلى «المطالب الاسرائيلية بإيجاد آلية مستدامة يتمّ من خلالها التواصل مع الأسرى في القطاع، والتأكّد من سلامتهم، إضافة إلى طلب أرقام مؤكّدة حول من تبقّى منهم لدى الفصائل المختلفة، وليس فقط حركة حماس».
و«تعهّد» المسؤولون المصريون بـ«إقناع قيادة حماس، بالاستجابة لجزء كبير مما طُرح في الاقتراح المحدّث، بينما جرى تأجيل النقاش في مواضيع أخرى ذات مدى متوسّط، حتى إشعار آخر».
على صعيد موازٍ، تلقّت مصر «تطمينات أميركية»، بـ«عدم تنفيذ إسرائيل أي اقتحام لمنطقة رفح الفلسطينية، حتى في حال إخفاق المفاوضات، قبل منتصف الشهر المقبل على الأقل، والانتهاء من الترتيبات الخاصة بوضع المدنيين»، بما يضمن عدم إحداث حالة من الفوضى على الشريط الحدودي بين قطاع غزة ومصر، بحسب مصادر مصرية مطّلعة.
وبموجب الاتصالات التي جرت بين مسؤولين مصريين ونظرائهم الأميركيين، تبيّن أن «كلّ المخطّطات التي قدّمتها إسرائيل بشأن العملية العسكرية في رفح، لم تستوفِ الشروط الأميركية بعد»، مع التأكيد أن إرجاء التحرّك هناك لا يعني إلغاء المخططات الإسرائيلية التي تستهدف اقتحام المنطقة.