
الصين تقدم مقترحاً من خمس نقاط بشأن الملف النووي الإيراني
الرأي الثالث - وكالات
قدمت الصين مقترحاً من خمس نقاط بشأن الملف النووي الإيراني، ودعت الأطراف المعنية إلى التخلي عن الضغوط والعقوبات، وذلك خلال اجتماع ثلاثي لنواب وزراء خارجية كل من الصين ورسيا وإيران في العاصمة بكين اليوم الجمعة.
والتقى وزير الخارجية الصيني وانغ يي برؤساء الوفود، وقدّم مقترح الصين الذي ضمّ خمس نقاط بشأن القضية النووية الإيرانية.
وأكدت إيران والصين وروسيا ضرورة رفع جميع العقوبات "الأحادية وغير القانونية" عن طهران، مشددة على أن الخيار الوحيد للتعامل مع الملف النووي الإيراني "هو الدبلوماسية والحوار المبني على الاحترام المتبادل"،
وجاء ذلك في بيان صدر عقب اجتماع في بكين، اليوم الجمعة، ضم نائب وزير الخارجية الصيني ما تشاوشو ونظيريه الإيراني كاظم غريب أبادي، والروسي سيرغي ريابكوف.
ودعا البيان الأطراف المعنية بالملف النووي الإيراني إلى ترك سياسة فرض العقوبات وممارسة الضغوط والتهديد بالقوة والاهتمام بـ"الأسباب الجذرية للوضع الراهن"،
مؤكداً على أهمية القرار 2231 الأممي المكمل للاتفاق النووي وجداوله الزمنية، وداعياً الأطراف الغربية إلى "تجنب أي خطوة تصعيدية لخلق فضاء وظروف مناسبة للجهود الدبلوماسية"، في رفض غير مباشر لتهديدات فرنسا وألمانيا وبريطانيا بتفعيل آلية فض النزاع في الاتفاق، قبل 18 أكتوبر/تشرين الأول المقبل، لإعادة فرض جميع العقوبات الأممية وتفعيل القرارات الدولية على إيران.
كما أكدت الدول الثلاث على أهمية احترام معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية باعتبارها "حجر زاوية للنظام الدولي"، مرحبة بإعلان إيران الجديد أن برنامجها النووي "له أهداف سلمية بامتياز وليس لإنتاج السلاح النووي"،
فضلاً عن التزامها بتعهداتها بموجب المعاهدة، مع دعم الدول الثلاث لسياسة إيران القاضية باستمرار التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، واتفقت الدول الثلاث على مواصلة المشاورات والتعاون عن كثب في المستقبل،
فضلاً عن تبادل وجهات النظر بشأن ملفات إقليمية ودولية والتعاون بينها في إطار منظمات دولية وصيغ متعددة الأطراف، مثل منظمة شنغهاي للتعاون ومجموعة بريكس.
من جهته، قال نائب وزير الخارجية الصيني ما تشاوشو، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيريه الروسي والإيراني سيرغي ريابكوف وكاظم غريب أبادي، عقب المحادثات: "لقد أكدنا على أهمية قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231 والإطار الزمني له، ودعونا الأطراف المعنية إلى تجنب الإجراءات التي تؤدي إلى تصعيد الوضع، والعمل المشترك على خلق أجواء وظروف مواتية للجهود الدبلوماسية"،
ورداً على سؤال حول تأثير اجتماع الصين وروسيا وإيران على القضية النووية الإيرانية، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، في إفادة صحافية اليوم الجمعة، إنّ الوضع المحيط بالقضية النووية الإيرانية خطير، ويصل مجدداً إلى مفترق طرق حاسم،
وأكدت أن العقوبات والضغوط والتهديدات باستخدام القوة "لن تحل المشكلة"، وأن الحوار والمفاوضات هما السبيل الوحيد للمضي قدماً، وحثّت ماو جميع الأطراف على التخلي عن العقوبات والضغوط والتهديدات باستخدام القوة، وتجنب الإجراءات التي قد تؤدي إلى تصعيد التوترات.
وفي السياق، قال السفير الإيراني لدى الصين محسن بختيار، في منشور على منصة إكس اليوم، إن نائب وزير الخارجية الإيراني كاظم غريب أبادي قد أجرى "مشاورات إيجابية للغاية" مع نائبي وزيري خارجيتي روسيا والصين خلال اجتماع بكين،
مشيراً إلى أنهم توصلوا إلى "تفاهمات مهمة وقيمة" لتطوير التعاون الثلاثي في الملفات الدولية المهمة، منها التصدي للعقوبات الأحادية الأميركية.
ومن جهته، دعا الكرملين، بحسب فرانس برس، إلى "مواصلة الجهود الدبلوماسية" لحلّ الملف النووي الإيراني، وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف في مؤتمر صحافي، اليوم الجمعة: "يجب أن تستمر الجهود الدبلوماسية لحل هذه القضية"،
ودافع عن "حق" إيران في "تطوير طاقة نووية مدنية"، مندداً بـ"عقوبات غير مشروعة" مفروضة على طهران.
ويأتي اجتماع بكين على وقع خطوات تصعيدية أميركية تجاه إيران، تتمثل في فرض المزيد من العقوبات عليها بموازاة دعوات مستمرة يطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب لطهران للتفاوض، لكن الأخيرة ترفضها.
وقال ترامب، أمس الخميس، في مؤتمر صحافي بمعرض رده على سؤال بخصوص اجتماع بكين: "ربما هم بصدد بحث برامج غير نووية، ربما هم يناقشون خفض التوتر حول الأسلحة النووية".
إيران تدين العقوبات الجديدة
ودان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، اليوم الجمعة، فرض الإدارة الأميركية، أمس الخميس، عقوبات جديدة على بلاده طاولت وزير النفط الإيراني محسن باك نجاد فضلاً عن 18 شركة و13 ناقلة نفط،
وأكد أن فرض هذه العقوبات "دليل واضح آخر على بطلان المزاعم الأميركية المتكررة بشأن الاستعداد للتفاوض"، مضيفاً أنها مؤشر آخر على "عدائهم" لتطور إيران وتقدمها،
مشدداً على أن "إدمان" أميركا سياسة العقوبات والضغوط على الدول المستقلة خرق لسيادة القانون على الصعيد الدولي وتهديد للسلام والأمن العالميين.
وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، أمس الخميس، إن طهران يمكن أن تكون منفتحة على إجراء مفاوضات نووية غير مباشرة مع الولايات المتحدة،
وأضاف عراقجي متحدثاً لصحيفة "إيران" الحكومية اليومية: "في عالم السياسة، من الشائع بالنسبة للدول التي لا تريد الحديث بصورة مباشرة بعضها مع بعض أن تقوم بذلك بصورة غير مباشرة"،
وكان عراقجي يجيب عن سؤال بشأن احتمال إجراء مفاوضات نووية مع الولايات المتحدة.
وفي السياق، أعلنت طهران، أول أمس الأربعاء، أنها استلمت رسالة من ترامب عبر مستشار الرئيس الإماراتي أنور قرقاش، لكنها لم تكشف بعد عن مضمونها،
وقال بقائي، أمس الخميس، لوكالة إرنا الحكومية الرسمية إنه سيُعَلَّقُ على رسالة ترامب بعد اكتمال النقاشات بشأنها، مضيفاً أن الرسالة قيد الدراسة و"بعد تقييمها وإجراء دراسات كاملة بشأنها سيُتّخَذ القرار حول طريقة الرد عليها".