
انتقادات أوروبية متزايدة للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة
الرأي الثالث - وكالات
صعّدت الدول الغربية أخيراً من انتقاداتها للاحتلال الإسرائيلي، على خلفية حرب الإبادة المستمرة ضد قطاع غزة، وسط تزايد الضغط الدولي لوقف حربه على القطاع.
وفي السياق، قال المستشار الألماني، فريديريش ميرز، إن ما يحدث الآن في القطاع لم يعد مفهوماً، بينما توجه وزير خارجيته، يوهان فاديبول، لإسرائيل بالقول: "ألمانيا لن تتضامن معكم بالإجبار"،
مضيفاً: "نحن في مرحلة تحتم علينا التفكير بجدية في أي من الخطوات الجديدة التي يلزم اتخاذها".
وعبّر ميرز عن قلقه العميق إزاء تكثيف الجيش الإسرائيلي أنشطته في قطاع غزة، وعن شعوره بالرعب إزاء المعاناة الرهيبة التي يعيشها المدنيون في القطاع.
وأكد في مؤتمر صحافي عقده في مدينة توركو الفنلندية التي يزورها، مع رئيس الوزراء الفنلندي بيتيري أوربو، أنهم يواصلون الدفاع عن حق إسرائيل في الوجود دون أي استثناءات، لكنهم يشعرون بالقلق أيضاً بشأن الوضع في غزة.
وأضاف بهذا الصدد "لا تناقض في القول إننا نشعر بقلق بالغ إزاء تكثيف الجيش الإسرائيلي أنشطته العسكرية في غزة، وبالوقت نفسه نشعر بالرعب إزاء المعاناة الرهيبة التي يعيشها السكان المدنيون هناك".
وأوضح أنهم في حوار وثيق مع الحكومة الإسرائيلية، ويطلبون منها السماح بدخول المساعدات الإنسانية، وضمان الأمن الغذائي، وضمان إمدادات المياه والغذاء للسكان في قطاع غزة.
وأكد أن الهجمات العسكرية المكثفة التي ينفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة لم تعد تخدم غرض مكافحة الإرهاب وإنقاذ الأسرى، على حدّ قوله.
وواصل الحديث عن الموضوع نفسه بالقول "نحن على تواصل وحوار وثيقين مع الحكومة الإسرائيلية، لكن ما حدث في الأيام القليلة الماضية لم يعد يبدو لي ضرورياً تماماً للدفاع عن حق إسرائيل في الوجود".
وأردف "يتأثر السكان المدنيون هنا بشدة، أعتقد أن على كل حكومة ألمانية أن تقول هذا علناً بأقصى درجات ضبط النفس، لكنني شعرت وما زلت أشعر، بأن الوقت قد حان لأقول بصراحة إن ما يحدث الآن لم يعد مفهوماً".
ورداً على سؤال حول شحنات الأسلحة من ألمانيا إلى إسرائيل، أجاب "هذه القضية قيد مشاورات داخلية في الحكومة الألمانية، لم تحسم هذه المشاورات بعد، سنناقش الأمر أولاً داخل الحكومة الاتحادية، ثم نتخذ قراراً، وقد لا تعلن هذه القرارات أيضاً".
وتابع المستشار الألماني: "ينبغي إيصال المساعدات الإنسانية على الفور. ولا بدّ من الضغط على إسرائيل كي تصل المساعدات فعلاً إلى مقصدها. لكن من الضروري أيضاً ألا تعرقل حماس إدخال المساعدات".
وفي السويد المجاورة، استدعت الخارجية السفير الإسرائيلي للمطالبة بـ"ضمان نفاذ آمن وبلا عراقيل للموارد الإنسانية إلى غزة".
وجاء في البيان أنه يجب على "إسرائيل أن تحترم التزاماتها في ما يخصّ حماية المدنيين، والبنى الأساسية المدنية بموجب القانون الدولي الإنساني".
أحزاب فرنسية تشجب "الإبادة الجماعية" في غزة
وعلى صعيد المواقف أيضاً، شجب زعيم الحزب الاشتراكي الفرنسي أوليفييه فور "الإبادة الجماعية" في قطاع غزة التي اتهم إسرائيل بارتكابها، لينضم بذلك بوضوح إلى موقف الخضر والشيوعيين للمرة الأولى.
وأعلن فور مساء الاثنين "بصوت عالٍ"، أمام المئات من ناشطي اليسار في باريس، أن "حكومة بنيامين نتنياهو ترتكب إبادة جماعية" في غزة.
وأكد أن "جريمة الإبادة الجماعية تتحقق عندما تكون هناك نية متعمدة. وأعضاء الحكومة الإسرائيلية يكثرون من التصريحات بهذا الاتجاه... وهذه السياسة للأسف مدروسة ومخطط لها ويجري تبنيها في العلن".
وعقّب زعيم حزب "فرنسا الأبية" اليساري جان لوك ميلانشون بقوله "يسرني أن أرى كل تيارات الحزب الاشتراكي تنضم إلى موقفنا الرافض للإبادة في غزة... أن يحصل ذلك متأخراً خير من ألا يحصل أبداً".
ولم يكن أي نائب من حزب فرنسا الأبية المدافع عن القضية الفلسطينية، والذي وصف منذ البداية ما يجري في غزة بأنه "إبادة جماعية"، حاضراً إلى جانب القادة اليساريين الثلاثة مساء الاثنين.
وقال رئيس الحزب الشيوعي الفرنسي الذي بادر لتنظيم هذا التجمع، فابيان روسيل، إن عدم اعتراف فرنسا بدولة فلسطين "عار على دبلوماسيتنا على امتداد تاريخها".
وزير خارجية بلجيكا: الحكومة تلقت مقترحات لفرض عقوبات على إسرائيل
في السياق، اعتبر وزير الخارجية البلجيكي ماكسيم بريفو، الحصار الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة جريمة حرب، وكشف أن حكومته تلقت مقترحات لفرض عقوبات على تل أبيب.
وفي تصريحات لوسائل إعلام محلية الثلاثاء، قال بريفو مستنكرا: "لا أعلم ما هي الفظائع الأخرى التي يجب أن تحدث في غزة قبل أن نتمكن من الحديث عن الإبادة الجماعية!".
وأكد بريفو أن إدانة الوضع في قطاع غزة لم تعد كافية، مشددا بالقول: "نحن بحاجة إلى خطوات ملموسة لدفع إسرائيل نحو التغيير".
وأضاف أن "الصور القادمة من غزة تثير الغضب، والحصار مخزي، والتجويع المتعمد للسكان جريمة حرب".
وأكمل أنه عُرضت على الحكومة البلجيكية سلسلة من الإجراءات، منها فرض عقوبات على إسرائيل، مشددا على ضرورة كسر الحصار حتى لا يموت أطفال غزة جوعا.
وأعرب الوزير البلجيكي عن دعمه للعقوبات الرامية إلى منع انتهاكات حقوق الإنسان في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة.
وأشار أيضا أنه يؤيد فرض عقوبات على المستوطنين الذين يجبرون الفلسطينيين على مغادرة منازلهم في الضفة الغربية، كما يؤيد فرض عقوبات على القادة العسكريين والسياسيين على جانبي الصراع في غزة.
فون ديرلاين تدين قصف مدرسة للنازحين في غزة
في سياق آخر، وصفت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين، اليوم الثلاثاء، القصف الإسرائيلي على مدرسة تؤوي نازحين في غزة بالعمل "البغيض"، وذلك أثناء اتصال هاتفي مع ملك الأردن عبد الله الثاني.
وقالت فون ديرلاين، بحسب ما جاء في نص المحادثة الذي نشرته المفوضية، إن "تكثيف العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة واستهداف البنية التحتية المدنية، بما في ذلك مدرسة تستخدمها العائلات الفلسطينية النازحة ملجأ، والتسبب بمقتل مدنيين بينهم أطفال، هو أمر بغيض".
(الأناضول، فرانس برس، رويترز )