
العليمي يدعو من منبر الأمم المتحدة لتحالف دولي ضد الحوثيين
الرأي الثالث - متابعات
في خطاب حاد اللهجة أمام الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة، دعا رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي إلى تشكيل تحالف دولي فعّال لإنهاء التهديد الذي تمثله الجماعة الحوثية المتحالفة مع إيران،
محذراً من أن ترك بلاده رهينة لهذا المشروع يعني تقويض النظام الدولي برمته.
وشدد العليمي على أن شعبه يتساءل اليوم عما إذا كانت قيم الأمم المتحدة ما تزال حيّة، في ظل ما وصفه بـ«تواطؤ الصمت الدولي» أمام الجرائم الحوثية.
وقال: «اليمن لم يعد مجرد أزمة داخلية، بل اختبار لمصداقية النظام الدولي»، مؤكداً أن الحوثيين تحوّلوا من مجرد حركة متمردة إلى «تنظيم إرهابي عابر للحدود، مدجج بترسانة إيرانية متطورة».
واستعرض رئيس مجلس القيادة الرئاسي المخاطر التي تشكلها الجماعة الحوثية على اليمن والمنطقة والعالم، بدءاً من استخدامهم الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة والزوارق المفخخة، وصولاً إلى شبكات تهريب المخدرات والكبتاغون، وتوطين تقنيات متقدمة في الاتصالات والتشويش.
وأضاف أن هذه الأدوات ليست مجرد وسائل حرب، بل جزء من مشروع إيراني أوسع لإعادة رسم خريطة النفوذ في المنطقة.
وأشار العليمي إلى أن سياسة «إدارة الصراع» من خلال تقديم الحوافز، أو سياسة الاحتواء، لم تثمر سوى تمكين الحوثيين وزيادة تهديداتهم، معتبراً أن «السلام لا يمكن أن يُستجدى، بل يُفرض بالقوة».
في محور خطابه، دعا العليمي إلى تحرك جماعي وحاسم لتشكيل تحالف دولي يعيد بناء مؤسسات الدولة اليمنية، ويحرر البلاد من قبضة الميليشيات والجماعات الإرهابية.
وقال: «لقد آن الأوان لإطلاق تحالف دولي يحرر اليمن من الإرهاب، ويعيد بناء دولته الوطنية، ويؤمن المنطقة والعالم من خطر متزايد عابر للحدود».
وأكد أن الحكومة اليمنية ظلت متمسكة بخيار السلام وقدمت تنازلات مؤلمة، لكنها اصطدمت بتعنت الحوثيين وانتهاكاتهم المتواصلة.
وأضاف أن التغافل عن جوهر الأزمة شجع الحوثيين على التمادي في استهداف مصادر الطاقة وممرات الملاحة، وصولاً إلى اختطاف موظفي الأمم المتحدة والتنكيل بهم.
العليمي ذكّر المجتمع الدولي بأن الجمعية العامة للأمم المتحدة تأسست على أنقاض حرب مدمرة، وتعهدت البشرية حينها ألا يُترك أي شعب وحيداً أمام الاستبداد أو الفوضى أو المجاعة.
وسأل بلهجة استنكارية: «ماذا يعني أن يُترك بلدنا رهينة لمشروع النظام الإيراني التوسعي؟ ماذا يعني أن يتحول اليمن إلى إحدى أخطر بؤر الإرهاب العابر للحدود في العالم؟».
وأضاف أن فشل الأمم المتحدة في حماية موظفيها المختطفين، أو حماية السفن والمنشآت النفطية من هجمات الحوثيين، يضع النظام الدولي القائم أمام اختبار أخلاقي وسياسي خطير.
وثمّن العليمي الدعم الكبير الذي قدمته السعودية والإمارات، معتبراً أن هذا الدعم لم يحفظ فقط الدولة اليمنية من الانهيار، بل أنقذ المنطقة من الوقوع في قبضة المشروع الإيراني.
وأشار إلى إعلان الرياض عن حزمة دعم اقتصادي جديدة للموازنة العامة والخدمات الأساسية، داعياً المجتمع الدولي إلى الالتحاق بهذا الجهد لتأمين بقاء ملايين اليمنيين على قيد الحياة.
وأكد العليمي أن الاستجابة لمطلب الحكومة الشرعية لا تخدم اليمنيين وحدهم، بل تحمي العالم من تهديد إرهابي متنامٍ. وقال: «إن ما نطلبه من هذا الجمع ليس بيانات جديدة، بل فعل دولي حاسم إلى جانب الحكومة الشرعية كشريك موثوق على الأرض».