
السيسي: مصر لا تتآمر على أحد... والمنطقة تمر بمنعطف حاسم
الرأي الثالث - وكالات
أكّد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن «بلاده لا تتآمر على أحد، وأن الشعب المصري مسالم بطبعه، لكنه عصيٌّ على الإيذاء، وأنه لن يتمكن أحد من إلحاق الأذى بمصر».
وتحدث السيسي خلال تفقده الأكاديمية العسكرية المصرية، الجمعة، عن الاعتداءات التي طالت بعض السفارات المصرية في الخارج، موضحاً أن «جزءاً منها نابع من جهل البعض، وجزءاً آخر من لؤم ومكر من أهل الشر».
وتصاعدت في الآونة الأخيرة حملة للتظاهر أمام السفارات والبعثات الدبلوماسية المصرية في الخارج والدعوة لإغلاقها،
بزعم أن القاهرة تعرقل دخول المساعدات إلى غزة، وهو ما نفته مصر مرات عدة، وسط اتهامات لجماعة «الإخوان» بالوقوف وراء الحملة التي تطورت إلى احتجاجات أمام السفارات المصرية في عدة دول.
ووفق إفادة لمتحدث الرئاسة المصرية، محمد الشناوي، فإن الرئيس المصري قام بجولة تفقدية في الأكاديمية بالعاصمة الإدارية الجديدة (شرق القاهرة)، وأدى صلاة الفجر مع الطلبة،
ثم تابع جانباً من الأنشطة التدريبية التي ينفذها الطلاب، كما شاركهم تناول وجبة الإفطار في أجواء يسودها التقدير والانضباط.
وألقى السيسي كلمة خلال جولته بالأكاديمية، تبادل فيها الحوار مع الطلبة حول أبرز المستجدات الإقليمية والتطورات الداخلية.
وأكد أن «الهدف من الزيارات المتكررة للأكاديمية هو الاطمئنان على أحوال الطلاب ومتابعة البرامج التعليمية التي تشهد تطويراً مستمراً بهدف صقل قدراتهم، بما يسهم في إعداد كوادر وطنية متميزة تخدم مؤسسات الدولة».
وأشاد الرئيس المصري بالأوضاع الاقتصادية والأمنية في البلاد، مشيراً إلى أن التحديات الإقليمية المحيطة أسفرت عن فقدان نحو 9 مليارات دولار من إيرادات قناة السويس خلال العامين الماضيين (الدولار يساوي 48 جنيهاً في البنوك المصرية)،
داعياً إلى دراسة تجارب الدول التي واجهت ظروفاً صعبة وتجاوزتها بالإرادة والعمل والصبر، وصولاً إلى التغيير المنشود في حياتهم.
ومنذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، غيَّرت شركات شحن عالمية مسارها، متجنبة المرور في البحر الأحمر، على إثر استهداف جماعة «الحوثي» اليمنية السفن المارّة بالممر الملاحي؛ «رداً على استمرار الحرب الإسرائيلية ضد قطاع غزة»...
وسبق أن أشارت مصر، مراراً، إلى تأثر حركة الملاحة بقناة السويس بالتوترات الإقليمية.
وثمّن السيسي، الجمعة، مستوى الوعي والفهم لدى أبناء الشعب المصري، الذي تجلى في ردود الفعل تجاه التحديات الراهنة، مؤكداً أن «المنطقة تمر بمنعطف حاسم يتطلب تقديراً سليماً ودراسة متأنية لكل خطوة، إذ أي تقدير خاطئ قد يقود إلى المجهول»،
مشيداً بوعي الشعب المصري وصلابته التي تعززت منذ عام 2011، «رغم ما واجهه من مكائد ومؤامرات كان ثمنها غالياً».
وبحسب متحدث الرئاسة المصرية، الجمعة، تناول السيسي في كلمته تطورات الأوضاع في قطاع غزة، مؤكداً «حرص مصر الصادق والقوي على وقف الحرب، والمساهمة في إعادة الإعمار، وإدخال المساعدات الإنسانية للفلسطينيين مع الحفاظ على أرواح المصريين».
وأشاد بالاعترافات الدولية المتتالية بالدولة الفلسطينية، مثمناً جهود الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإيقاف الحرب في غزة، وحرصه الحثيث في سبيل تحقيق ذلك.
ودعا الرئيس المصري الطلاب إلى الحفاظ على وعيهم وفهمهم ومعنوياتهم وصحتهم، وعلى أملهم في الله، موجهاً التحية إلى جموع المصريين، مختتماً حديثه بالقول: «دائماً لدينا ثقة في الله... ثقة في عدالة موقفنا... وأمانة وإخلاص في مسارنا».