بدء الجولة الأولى من المحادثات الباكستانية الأفغانية في الدوحة
الرأي الثالث - وكالات
بدأت اليوم السبت، الجولة الأولى من المحادثات الباكستانية الأفغانية برعاية قطرية في الدوحة لنزع فتيل الاشتباكات الحدودية المتصاعدة بين الجارتَين، بحسب ما ذكرت مصادر دبلوماسية .
ويشارك في جولة المفاوضات التي ترعاها قطر كل من وزير الدفاع الباكستاني خواجة آصف، ومدير الاستخبارات اللفتنانت جنرال عاصم ملك،
فيما يشارك من الجانب الأفغاني وفد برئاسة وزير الدفاع مولوي محمد يعقوب مجاهد، ورئيس الاستخبارات العامة ملا عبد الحق وثيق، ونائب وزير الداخلية الأفغاني حاجي نجيب.
ومن المفترض أن تبحث الجولة الأولى وفق مصادر دبلوماسية، التوصل إلى تمديد وقف إطلاق النار بين الجانبين، الذي انتهى مساء الجمعة الماضية، والاتفاق على اتفاق إطار لحل القضايا العالقة بينهما، وأبرزها ما تقول عنه إسلام أباد "الجماعات الإرهابية"، التي تستهدف الأراضي الباكستانية من أفغانستان.
كما تبحث الجولة الأولى قضايا الحدود وفتح المعابر الحدودية والمراقبة المشتركة للأمن، واللاجئين الأفغان في باكستان.
وقالت وزارة الخارجية الباكستانية في بيان أصدرته اليوم، بعد وصول الوفد الباكستاني إلى الدوحة "إن المحادثات ستركز على اتخاذ إجراءات فورية لإنهاء الإرهاب العابر للحدود ضد باكستان والنابع من أفغانستان، واستعادة السلام والاستقرار على طول الحدود الباكستانية الأفغانية".
وأشارت الخارجية الباكستانية في بيانها إلى "أن باكستان تقدر جهود الوساطة التي تبذلها قطر وتأمل أن تسهم هذه المناقشات في تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة"،
مؤكدة أن "باكستان لا تسعى إلى التصعيد، لكنها تحث سلطات طالبان الأفغانية على الوفاء بالتزاماتها تجاه المجتمع الدولي ومعالجة مخاوف باكستان الأمنية المشروعة من خلال اتخاذ إجراءات يمكن التحقق منها ضد الكيانات الإرهابية، بما في ذلك حركة طالبان باكستان، وجيش تحرير بلوشستان".
وفي وقت سابق، قالت مصادر دبلوماسية في الدوحة إنها تتوقع بدء المحادثات مساءً برعاية قطرية، مؤكّدة وصول الوفد الأفغاني إلى الدوحة، على أن يصل الوفد الباكستاني في وقت لاحق.
كما أعلن المتحدث باسم الحكومة الأفغانية، ذبيح الله مجاهد، أن أفغانستان وباكستان ستعقدان محادثات سلام في الدوحة. وجاء في تغريدة لمجاهد عبر منصة إكس: "توجه وفد رفيع المستوى من كابول بقيادة وزير الدفاع محمد يعقوب إلى الدوحة اليوم (السبت)،
وأضاف: "كما وعدنا، ستعقد مفاوضات مع الجانب الباكستاني اليوم في الدوحة". وفي وقت لاحق، أكّد مجاهد أنّ كابول "تحتفظ بالحق في الرد على الهجمات الباكستانية لكنّها أوقفت مؤقتاً العمليات العسكرية احتراماً لفريق التفاوض في الدوحة"، بحسب "أسوشييتد برس".
وتجرى المحادثات بوساطة مسؤولين قطريين، بحسب "فرانس برس"، وذلك في أعقاب تقارير بأن الجانبين يسعيان لوقف إطلاق النار طويل الأمد، بعد سلسلة من الغارات الجوية الدموية والهجمات الانتقامية التي وقعت في الأيام الأخيرة.
واتهم مسؤول في حركة طالبان، الجمعة، باكستان بتنفيذ ضربات على منطقة أفغانية محاذية للحدود بعد ساعات على انتهاء هدنة من 48 ساعة بين البلدين الجارين، ما تسبب بمقتل عشرة مدنيين.
وكان البلدان قد توصلا الأربعاء إلى هدنة بعد اشتباكات دامية استمرّت أياماً، قبل أن يعود التوتر الجمعة.
وقالت إسلام أباد إن الهدنة ستستمر 48 ساعة، بينما ردت كابول بالقول إن استمرارها يتوقف على عدم خرقها من الجانب الآخر.
وقال مسؤول في حركة طالبان، طالباً عدم الكشف عن اسمه لوكالة فرانس برس، الجمعة: "خرقت باكستان وقف إطلاق النار وقصفت ثلاث مناطق من باكتيكا"، مضيفاً: "أفغانستان ستردّ".
وقال مسؤول في مستشفى باكتيكا الإقليمي لوكالة فرانس برس، طالباً عدم الكشف عن هويته، إن "عشرة مدنيين قتلوا وأصيب 12 آخرون في غارة جوية على منطقة أرغون"،
موضحاً أنّ هناك طفلين من بين القتلى. وقال اتحاد الكريكت إن ثمانية لاعبي كريكت كانوا قد توجهوا إلى المنطقة للمشاركة في دورة، قتلوا في غارة جوية. ولم يتضح ما إن كانوا من بين العشرة الذين أعلن المستشفى مقتلهم.
وعندما أُعلنت الهدنة يوم الأربعاء في الساعة 13:00 بتوقيت غرينتش، أكدت إسلام أباد أنها ستستمر 48 ساعة. وبعد انتهاء هذه الفترة، لم يُعلن أيٌّ من الطرفين تمديدها، ولم يُعلن رسمياً إجراء مفاوضات ثنائية بهذا الشأن.
واعتبر رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف، الخميس، أنّ "الكرة في ملعب" حكومة طالبان الأفغانية لتصبح هذه الهدنة دائمة، مجدداً تنديده بـ"إرهابيين يعملون على الجانب الأفغاني من الحدود من دون عقاب".
وبدأت المواجهات بين باكستان وحركة طالبان الأسبوع الماضي عقب انفجارات شهدتها العاصمة الأفغانية حمّلت سلطات طالبان إسلام أباد المسؤولية عنها. ورداً على ذلك، شنّت قوات طالبان الأفغانية هجوماً قرب الحدود، ما دفع باكستان إلى التعهّد بردّ قوي. وأوقعت المواجهات عشرات القتلى، بينهم مسلّحون ومدنيون.