اجتماعات في واشنطن بين طرفي حرب السودان
الرأي الثالث - وكالات
تستضيف العاصمة الأميركية واشنطن سلسلة اجتماعات غير مباشرة، ترعاها وزارة الخارجية الأميركية، بين ممثلين عن الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» في يومي 23 و24 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي.
وأبلغ مصدر أميركي موثوق أن نائب وزير الخارجية الأميركي ووسطاء إقليميين يتولون إدارة اجتماعات منفصلة عدة مع طرفي النزاع في السودان، وذلك تمهيداً لاجتماع مرتقب لـ«الرباعية الدولية» في واشنطن أواخر الشهر الحالي.
وتضم «الرباعية الدولية» كلاً من الولايات المتحدة والسعودية والإمارات ومصر.
وكانت «الرباعية» قد طرحت الشهر الماضي خريطة طريق واضحة ومحددة لوقف الحرب في السودان، تضمنت إيقاف النزاع وإنهاء معاناة الشعب السوداني.
ودعت في بيان إلى هدنة إنسانية لمدة ثلاثة أشهر، تليها هدنة دائمة، لبدء العملية السياسية، وضرورة تشكيل حكومة مدنية مستقلة خلال تسعة أشهر بعد الهدنة الدائمة.
وفي السياق قالت أربع منظمات تابعة للأمم المتحدة، اليوم (الخميس)، إن آلاف الأطفال يواجهون خطر الموت الوشيك في ظل ارتفاع معدلات سوء التغذية في مدينة الفاشر المحاصرة في إقليم دارفور السوداني.
وأضافت أن ما يربو على ربع مليون مدني، نصفهم تقريباً من الأطفال، انقطع عنهم الغذاء والرعاية الصحية في المدينة خلال المواجهة المستمرة منذ 16 شهراً.
وتابعت قائلة: «المرافق الصحية انهارت، وآلاف الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد صاروا من دون علاج»، وفقاً لوكالة «رويترز».
والفاشر التي تشهد مجاعة هي آخر معقل للجيش السوداني في المنطقة الغربية الشاسعة حيث يقاتل «قوات الدعم السريع» شبه العسكرية في حرب أهلية اندلعت في أبريل (نيسان) 2023.
وقالت «المنظمة الدولية للهجرة» و«المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين» و«منظمة الأمم المتحدة للطفولة» (يونيسف) و«برنامج الأغذية العالمي»، إن ممثليهم كانوا شهوداً على دمار واسع النطاق في دارفور وأنحاء أخرى من البلاد خلال زياراتهم. وأوضحت المنظمات أن معدلات سوء التغذية تفاقمت في جميع أنحاء البلاد.
وأضافت: «تأكدت المجاعة في بعض أنحاء السودان العام الماضي، ولا يزال وضع الجوع كارثياً، والأطفال من بين الأكثر تضرراً».
وعاد سكان إلى العاصمة الخرطوم هذا العام، بعد استعادة الجيش السيطرة عليها، ليجدوا أحياء مدمرة.
وقالت نائبة المدير العام لـ«المنظمة الدولية للهجرة» أوغوتشي دانيلز: «التقيت بأشخاص عادوا إلى مدينة لا تزال تعاني من آثار الصراع، وتضررت فيها المنازل، وبالكاد تعمل فيها الخدمات الأساسية».
وقالت المنظمات إن ما يزيد على 30 مليون شخص، منهم ما يقرب من 15 مليون طفل، صاروا في حاجة ماسة إلى المساعدات.
وأضافت أنه حتى الآن لم يتم توفير سوى ما يمثل ربع المبلغ المطلوب في خطة الأمم المتحدة للاستجابة الإنسانية في السودان لعام 2025، والبالغ 4.2 مليار دولار.