الزنداني يدعو إلى مواقف دولية أكثر جدية لدعم اليمن
الرأي الثالث
في سلسلة لقاءات على هامش الدورة الحادية والعشرين لـ«حوار المنامة»، عرض وزير الخارجية ، شائع الزنداني، موقف بلاده من تطورات الأزمة،
مؤكداً أن الحرب التي أشعلها الحوثيون تجاوزت حدودها الوطنية لتصبح تهديداً مباشراً للأمن والسلم الدوليين، فيما شدد على مضيّ الحكومة في مسار الإصلاحات الاقتصادية والسعي نحو سلام عادل ومستدام.
وفي كلمته أمام المنتدى الأمني، وصف الزنداني الجماعة الحوثية بأنها «خلية زرعتها إيران في الجسد العربي» تعمل وفق آيديولوجية طائفية لا تمت للوطنية بصلة.
وأوضح أن ما يجري في بلاده يعكس نموذجاً صارخاً لتقويض النظام الدولي من خلال جماعة مسلحة خارجة عن القانون تتلقى الدعم والتمويل والتسليح من قوى إقليمية توسعية.
وقال إن المفارقة المؤلمة تكمن في أن «جماعة متمردة تمتلك صواريخ باليستية وطائرات مسيّرة، بينما الحكومة الشرعية لا تمتلك منظومة دفاع وطني متكاملة»، معتبراً ذلك خللاً في العدالة الدولية وازدواجية في المعايير.
وانتقد الوزير تراخي المجتمع الدولي في تنفيذ قرارات مجلس الأمن، ولا سيما القرار 2216، الذي أتاح لإيران مساحة أكبر للتدخل في اليمن، مؤكداً أن السكوت عن جرائم الحوثيين يشكل خطراً على النظام العالمي برمّته.
وأضاف أن الحكومة الشرعية تسيطر على أكثر من 70 في المائة من الأراضي اليمنية، وتعمل بمسؤولية وطنية رغم شحّ الموارد، مذكّراً بأن الحكومة «لم تبدأ الحرب، لكنها تسعى إلى سلام قائم على الشرعية واحترام السيادة».
تأكيد على الدعم الدولي
ضمن لقاءات الزنداني الثنائية على هامش المنتدى، بحث مع وزيرة الخارجية البريطانية إيفيت كوبر سبل تعزيز العلاقات مع بلاده، مشيداً بالموقف البريطاني الداعم لمجلس القيادة الرئاسي وللحكومة اليمنية، وبالدعم الإنساني والتنموي المقدم من لندن، إضافة إلى التعاون في مجال الأمن البحري وخفر السواحل.
وأكد وزير الخارجية أهمية استمرار هذا التعاون لحماية الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن، ومكافحة الأنشطة غير المشروعة التي تهدد الأمن الإقليمي والدولي.
كما استعرض الزنداني الإصلاحات الاقتصادية والإدارية التي تنفذها حكومة بلاده، مشيراً إلى التقدم المحرز في استقرار العملة الوطنية وزيادة الإيرادات وتحسين كفاءة الإنفاق رغم التحديات القائمة.
ونسب الإعلام الرسمي إلى كوبر أنها أكدت استمرار دعم بلادها للحكومة اليمنية، ودعت إلى مواصلة الإصلاحات وتعزيز التنمية وتحسين الأوضاع المعيشية.
وفي لقاء آخر مع السفير الكندي غير المقيم لدى اليمن، جان فيليب لينتو، ثمّن الزنداني موقف كندا الداعم لليمن وقرارها تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية، معتبراً ذلك تعبيراً عن التزام أوتاوا بمكافحة الإرهاب ودعم جهود السلام واستعادة الدولة.
كما ناقش وزير الخارجية مع المبعوث الأممي، هانس غروندبرغ، مستجدات الوضع والجهود الدولية لدفع عملية السلام، محذراً من الانتهاكات التي ترتكبها الجماعة الحوثية ضد موظفي الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية،
مطالباً بالإفراج الفوري عنهم وضمان سلامة العاملين في المجال الإنساني.
وفي حين أكد الزنداني دعم الحكومة اليمنية الكامل للجهود الأممية، دعا المجتمع الدولي إلى مواقف أكثر جدية في دعم بلاده سياسياً واقتصادياً وعسكرياً، وقال إن «السلام في اليمن ليس ترفاً سياسياً، بل ضرورة استراتيجية لاستقرار المنطقة والعالم».