
أرزاق اليمنيين في مهب العدوان الإسرائيلي
يسود سخط بالغ بين اليمنيين من العدوان الإسرائيلي الذي استهدف منطقة تجارية وسط العاصمة صنعاء خلال ساعة ذروة ازدحامها بالمتسوقين والمارة الأربعاء الماضي، فقُتل وجُرح عدد كبير من المدنيين الأبرياء.
كذلك تعرضت كثير من المحال التجارية لأضرار بالغة تنوعت بين تدميرها وإتلاف بضائعها وسلعها وخلع أبوابها بصورة أثارت الرعب في أوساط التجار في أهم منطقة تسوق تجارية في العاصمة اليمنية صنعاء.
وفي هذا الصدد، من اليمنيين الممتعضين عادل مسعود، مالك أحد المحال التجارية، الذي يؤكد عدم قدرته على وصف المشهد المرعب الذي حصل وتسبب بأضرار بالغة لهم على المستويات كافة،
مشيراً إلى تدمير القصف محله التجاري الذي يبيع الملبوسات التي أُتلِفَت نتيجة الكتلة الهوائية الناتجة من القصف والمحمَّلة بكتلة هائلة من الغبار والأحجار.
من جانبه، يتحدث التاجر محمد حسن، قائلاً إن القصف أدى إلى خلع باب محله التجاري وتدمير جزء من المحل وتهدم سقفه، الأمر الذي يتطلب مبالغ كبيرة لإصلاح هذه الأضرار الناتجة من قصف العدوان الإسرائيلي.
وتم رصد ، إغلاق المحال التجارية أبوابها هذا اليوم الخميس 11 سبتمبر/ أيلول، حيث لا تزال الأجهزة المختصة تعمل على رفع الركام ومخلفات القصف.
إضافة إلى ذلك، أصاب العدوان الإسرائيلي الذي كان الأعنف، باستهدافه لأول مرة منطقة تجارية مكتظة بالسكان، أرزاق كثير من المواطنين، حيث يعمل في المنطقة المستهدفة كثير من الباعة الجائلين وسائقي الباصات والمركبات، إذ تقع في المكان إحدى أهم "الفرزات" وأكبرها، التي يرتادها المواطنون للانتقال إلى عديد المناطق داخل العاصمة صنعاء.
إذ يؤكد أحد العاملين في "فرزة" النقل، لـ"العربي الجديد"، أن القصف دمّر عشرات الباصات الصغيرة والحافلات في أثناء وقوفها وانتظار دورها في نقل "الركاب" إلى وجهتهم المحددة في صنعاء، إضافة إلى سقوط الكثير من ضحايا هذا القصف.
ويرى مراقبون وناشطون أن هذا القصف يعكس حالة من الارتباك والتخبط لدى إسرائيل في التعامل مع صنعاء التي تواصل منفردة إسناد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة باستهداف المطارات وفرض حصار على الموانئ الإسرائيلية،
يبدأ من ممرات التجارة الدولية في البحر الأحمر وباب المندب، إذ ينعكس هذا التخبط على الأهداف التي تتعرض للعدوان الإسرائيلي بشكل متكرر، ومعظمها منشآت مدنية اقتصادية تخدم كتلة سكانية هي الأكبر في اليمن تزيد على 70%، مثل موانئ الحديدة ومطار صنعاء الدولي،
مع التركيز طوال الفترة الماضية على محطات توليد الطاقة الكهربائية التي توفر الإضاءة لسكان صنعاء والحديدة وعدة مناطق واقعة تحت سيطرة الحوثيين.
يقول المحلل الاقتصادي نبيل الشرعبي ، إن العدوان الإسرائيلي يحاول زرع الرعب في نفوس اليمنيين من خلال استهداف المصالح والمنشآت العامة والاقتصادية، وكذلك الحياة العامة للناس باليمن، ليعوض عن خيبة فشله في إيقاف إسناد اليمن لغزة.
ويضيف أن تعطيل الحياة اليومية لليمنيين ومصادر دخلهم هو نهج الإسرائيلي الذي يكرسه في كل حروبه.
ويعتقد أنه بذلك يستطيع خنق اليمنيين وإجبارهم على عدم الاستمرار في اسناد غزة، لكنه لن يتمكن من ذلك، فقد عاش اليمنيون ما هو أشد وأقسى بكثير مما ينتهجه العدوان حالياً. والقصف الذي تعرضت له صنعاء هو الأخطر والأعنف باقترابه من وسط العاصمة اليمنية،
واستهدافه منطقة حيوية تجارية، ومنطقة مكتظة بالسكان حيث تعرضت مبانٍ سكنية للتدمير الذي أدى إلى سقوطها على رؤوس ساكنيها.
ويتحدث منصور علي، وهو ناشط اجتماعي وحقوقي، مشيراً إلى أن هذا القصف انتهاك صارخ للقوانين والمواثيق الدولية، حيث سقط كثير من المواطنين ضحايا، منهم باعة جائلون وسائقو باصات الأجرة الذين كانوا يقفون بمركباتهم في هذا المكان طلباً للرزق.
ويلفت إلى أن تبعات هذا القصف طاولت أرزاق الكثير من الناس وأعمالهم التي تعطلت وتدمرت، وتعرضت بضائعهم ووسائل طلبهم للرزق للتدمير والإتلاف،
وبالتالي انقطعت سبل عيشهم، حيث يعيل كثير منهم عدداً من الأسر التي تعتمد كلياً على هذه الأعمال والدخل اليومي الذي توفره لتلبية احتياجاتهم المعيشية.
وتؤكد منظمات حقوقية مدنية في صنعاء، أن الهجمات الإسرائيلية المتكررة التي طاولت أساساً مرافق البنية التحتية المدنية والمنشآت الحيوية، تمثّل جرائم حرب وانتهاكاً صارخاً لقواعد القانون الدولي الإنساني،
حيث فاقمت من معاناة ملايين المدنيين في بلد يعاني واحدةً من أسوأ الأزمات الإنسانية منذ ما يزيد على عقد كامل، مؤكّدة أنها وثقت 17 هجمة جوية نفذتها المقاتلات الإسرائيلية منذ نحو عام، تركز معظمها على استهداف المنشآت والأعيان المدنية في عدة مدن ومحافظات واقعة تحت سيطرة الحوثيين، أهمها صنعاء والحديدة.
محمد راجح