صراحة لابُد منها!
إذا لم تعلن إيران الرد بل الحرب خلال ساعات سيجتاح الاحتلال جنوب لبنان!
عدم رد إيران بعد اغتيال هنيّة زعيم حماس وهو ضيفُها في عاصمتها وفي حمايتها شجّع الاحتلال على اغتيال حسن نصرالله زعيم حزب الله بهذه الجرأة في قلب بيروت!
تم اغتيال نصرالله ب 85 طناً من المتفجرات!
أي 85000 ألف كيلو جرام من القنابل الثقيلة شديدة التفجير!
في تاريخ العالم وتاريخ الاغتيالات هذه أكبر كمية متفجرات مصبوبة في مكانٍ واحد لاغتيال رجلٍ واحد!
يعرف الاحتلال ما يريد ومَن يريد
ونصرالله مهما اختلفنا حوله هو لوحده نصف حزب الله! وللأسف لن يُعوّض بسهولة!
اختلف مع نصرالله لهُ وعليه ولكن لا تشمُت
الشماتة ليست من طبائع الفرسان!
أصاب في سوريا أو أخطأ في اليمن .. هذا ليس وقت الحساب!
على الأقل والمعركة مندلعة والعدوان في ذروته على لبنان
ويكفي أن الرجل ربط بإصرار توقفه عن مهاجمة الاحتلال بإيقاف جريمة إبادة غزة!
كان يمشي على حد سيفٍ خطِر ومميت طوال سنة كاملة على الأقل .. حتى النهاية الفاجعة وغير المسبوقة البارحة!
إيران تتحمل جزءاً كبيراً من مسؤولية متوالية الاغتيالات وذلك بطبيعة أسلوبها الهادئ وردّها البطيء وربما غير المؤثّر! حتى أنّ رئيسها رئيسي قُتل ببيجر على الأرجح قبل مذبحة حزب الله بأشهُر وذلك على طائرة هليوكوبتر متهالكة وتائهة تهاوت على ذروة جليدٍ باردة شمال إيران!
مشكلة إيران وجمودها وبطئها وتردّدها في قادتها المُسنّين من المُعمّمين الهَرِمِين المتيبّسين رغم أن 75% من الشعب الإيراني دون الثلاثين! شعب إيران شعبٌ فتي! والأرجح أن هذه الشريحة الفتيّة الضخمة وأحلامها في التغيير وفي العصر ومقتضياته هي ما يؤرّق ويخيف طبقة القادة المسيطرين المتكلّسين والهرمين! ولعل تظاهرات الشباب الإيراني في شوارع طهران وشيراز قبل ثلاث سنوات أن تؤكد حيوية هذا الشعب إزاء جمود الأجداد الحاكمين بعمائمهم السوداء والبيضاء على حدٍ سواء!
إيران تتحمل مسؤوليةً لا شك فيها إزاء ما حدث ويحدث في لبنان وقبله غزة
لكنّ العرب يتحملون المسؤولية الأكبر إزاء مشروع الاحتلال لإبادة غزة ولبنان معاً
العرب المشغولون ببطولات الكرة وتنظيمها ومسابقات الغناء وتعظيمها وصناعة العِـصِي والهراوات واعتقال وترهيب محتفلي 26 سبتمبر وتوقيف النساء في الشوارع بسبب حملهن أعلام بلادهن!
ثمة عرب مشغولون حتى أذقانهم بنفي عروبة اليمن وتشويه تاريخه ودوره الحضاري والعمل على تقسيمه! هذا ما يشغلهم ويؤرقهم!
العرب المشغولون بتقزيم السودان وتجويعه وتمزيق ليبيا وتشريده ومعاقبة دول جنوب إفريقيا وإسبانيا وبلجيكا وإرلندا والبرازيل وفنزويلا وتشيلي والأكوادور لوقوفها جميعاً مع غزة!
العرب اليوم كارثة عقلية وحالة غرائبية حيّرت العالم!