جامعة صنعاء من صرح أكاديمي مرموق إلى ضحية العبث والتدمير الممنهج
كانت جامعة صنعاء إحدى أبرز الجامعات العربية، وحافظت على مكانة علمية مرموقة بين نظيراتها إقليمياً وعالمياً.
لقد تميزت بكادر أكاديمي رفيع المستوى، يجمع بين الكفاءة والخبرة العلمية الواسعة.
إلا أن هذا الكادر تعرض لسنوات من المعاناة والتهميش، بدءاً من قطع الرواتب والتهجير القسري من السكن الجامعي، وصولاً إلى المضايقات التي أجبرت الكثير منهم على الهجرة أو اللجوء إلى أعمال شاقة لتأمين لقمة العيش.
لم تتوقف الكارثة عند هذا الحد، بل تفاقمت مع منح شهادات عليا دون أسس علمية سليمة، ما أدى إلى انحدار مستوى الجامعة الأكاديمي وتراجع الاعتراف بشهاداتها في العديد من الدول العربية والعالمية.
هذا التلاعب غير المسؤول أضرّ بسمعة الجامعة وأفقدها مكانتها، مما شكّل ضربة قاسية لمصداقية التعليم العالي في اليمن.
إن هذا الهدم الممنهج الذي يستهدف صرحاً علمياً بحجم جامعة صنعاء يتنافى مع أبسط معايير المسؤولية الأكاديمية والمهنية.
وعليه، لا بد من إيقاف هذا العبث فوراً إذا اردتم أن يحترمكم العالم وتحافظوا على ما تبقى من إنجازات ثورة ال 26 من سبتمبر من خلال الإجراءات التالية :.
١- إلغاء وسحب جميع الشهادات الممنوحة بطرق غير شرعية حفاظاً على مكانة الجامعة ومصداقيتها.
٢- إقالة رئيس الجامعة وكافة المسؤولين المتورطين في الفساد الأكاديمي ومحاسبتهم قانونياً.
٣- إعادة هيكلة الإدارة الجامعية وفقاً لمعايير الكفاءة والنزاهة، لضمان استقلالية الجامعة واستعادة دورها العلمي الرائد.
إن إنقاذ جامعة صنعاء ليس مجرد قضية تعليمية، بل هو ضرورة وطنية للحفاظ على ما تبقى من مؤسسات الدولة ومنظومتها الأكاديمية.
احفظوا لهذا الصرح العلمي مكانته، فهذه نصيحة لمن لا يحبون الناصحين ولا يتقبلون النقد. لم نعد نعرف كيف يمكن التعامل معكم، فاليمن ومكتسباته ليست ملكاً لجماعة، بل حقٌ لكل أبناء الشعب.
* دبلوماسي وسياسي يمني