الغطاء الأمريكي لجرائم إسرائيل ...
بات الجميع بانتظار المرحلة المقبلة بعد العدوان الإسرائيلي على بيروت وطهران واستشهاد القائد العسكري في المقاومة اللبنانية فؤاد شكر واسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ,
وبالتالي فإن إسرائيل في حالة استنفار قصوى مع تزايد القلق لدى المستوطنين الذين غادر الكثير منهم الأراضي المحتلة حتى إن جميع المستوطنات في شمال فلسطين المحتلة باتت مهجورة وأغلقت الكثير من المصانع أبوابها فيما منع الجنود من مغادرة قطعاتهم العسكرية ,
والغت الكثير من شركات الطيران رحلاتها إلى مطار بن غوريون ,
أما أمريكا الداعم والمشارك الأساسي لجرائم إسرائيل بدأت بحشد اساطيلها استعدادا للمواجهة المقبلة ,
ولا يعلم العدو الإسرائيلي كيف ستكون المعركة المقبلة في حين يزيد محور المقاومة الغموض حول آلية الرد وتوقيته والذي يمكن أن يستمر لفترة غير محددة ليزيد الإستنزاف والإستنفار لدى جيش الإحتلال الذي لم يعرف هذه المرحلة الخطرة منذ تأسيسه قبل ستة وسبعين عاما ,
وهذا ما أشار إليه الكاتب الأميركي توماس فريدمان المعروف بتأييده لإسرائيل في مقال له بصحيفة نيويورك تايمز حذر فيه من الوضع الخطير في المنطقة إذا تحول إلى حرب واسعة النطاق قد لا تستطيع إسرائيل خوض غمارها بمفردها لمدة طويلة من الزمن، فعندئذ قد يتعين على الرئيس بايدن اتخاذ أصعب قرار مصيري في ولايته الرئاسية حول ما إذا كان عليه الدخول في حرب مع إيران مناصرة لإسرائيل ,
وقرار المشاركة الأمريكية ليس غريبا لأن واشنطن كانت تساند إسرائيل في كل جرائمها بما فيها العدوان الإسرائيلي الأخير الذي استهدف بيروت وطهران فكان بتغطية أمريكية كاملة حصل عليها نتنياهو خلال وجوده في الولايات المتحدة.
وإذا كانت المعركة منذ السابع من أكتوبر ما يقارب الأشهر العشرة من حرب الإبادة التي تنفذها إسرائيل في قطاع غزة كانت مدمرة أفشل خلالها نتنياهو جميع محاولات وقف اطلاق النار لأنه يسعى إلى القضاء على حماس وإطلاق سرح الأسرى الإسرائيليين وهو ما فشل فيه وانتقل إلى سياسة الإغتيالات بعد العدوان على بيروت وطهران لإفشال أي تفاهم لوقف النار في غزة ,
حتى الوساطات التي شارك فيها الأمريكيون أفشلها لأن الأمريكيين غير جادين في التوصل إلى تفاهم لوقف النار ليستغل نتنياهو ذلك لأنه يعلم جيدا بأنه لا يستطيع الإستمرار بالحرب دون دعم أمريكي , وهو ما حصل عليه استعدادا للمعركة المقبلة والتي ستكون أقسى وأشد من السابق ولا أحد يستطيع تحديد مسارها , وواشنطن تخشى نتائجها وبدأت الإستعداد لها للدفاع عن إسرائيل , ولكنها تجد صعوبة في حشد تحالف إقليمي وهو ما أكده موقع أكسيوس من أن الرئيس بايدن وكبار مساعديه يشعرون بالإحباط الشديد بسبب الوضع الحالي، ويخشون من صعوبة تشكيل تحالف دولي وإقليمي مماثل للتحالف الذي ساعد إسرائيل في صد الهجوم الإيراني السابق في نيسان الماضي , ومن أجل هذه المهمة ستكون المحطة الرئيسية للجنرال الأمريكي مايكل كوريللا المسؤول عن القوات الأميركية في الشرق الأوسط هي الأردن التي عليها أن تسمح للطائرات الأميركية والإسرائيلية باستخدام مجالهم الجوي لاعتراض الصواريخ والطائرات المسيرة الإيرانية ، والسؤال الهام هل يمكن بالفعل تشكيل هذا التحالف ؟
من غير المتوقع إمكانية تشكيل هذا التحالف والشّكوك الأمريكيّة في مكانها، لأنّ حُلفاء أمريكا في المنطقة سيتردّدون بالإنضمام إلى هذا التحالف لأنها ستُواجه مخاطر أمنيّة وعسكريّة كبيرة،
والوضع الآن تغير وليس كما كان في السابق , والأردن في موقف حرج ويعلم خطورة تشكيل هذا التحالف لأنه إذا أقدمت إيران على قصف إسرائيل فإن جميع الصواريخ فستكون عبر الأجواء الأردنية ,فهل يمكن للأردن أن يشارك في صد الهجوم والسماح للولايات المتحدة باسقاط هذه الصواريخ أم يرفض ليتجنب النتائج الخطيرة على أمنه؟ ... وهل ستلزم واشنطن الأردن الدخول في هذا التحالف خلال زيارة الجنرال الأمريكي مايكل كوريللا أم أنه سيرفض ؟
بكل الأحوال الأوضاع خطيرة جدا ومحور المقاومة مستعد لهذه المعركة حتى ولو شاركت فيها الولايات المتحدة , بعد ان ثبت أن الادارة الاميركية الحالية هي شريكة في كل جرائم نتنياهو الذي يستغل هذا التأييد لإشعال المنطقة ، وفرض واقع جديد على من سيفوز في انتخابات الرئاسة الأمريكية سواء نائبة الرئيس الحالي هاريس او ترامب.... فهل سيتحملون خطورة المعركة المقبل؟
بالتأكيد الميدان سيكون الفصل ومحور المقاومة مستعد لذلك
* أ. نضال بركات - إعلامي وكاتب سوري