حقيقة الصراع
إتضح ان الصراع الرئيسي الحقيقي الذي يدور في المنطقة العربية هو بين إمريكا وإسرائيل من جهة وبين مصر من جهة أخرى .
هذا هو فعلا الصراع الحقيقي المندلع في الخفاء والعلن وعلى كل المستويات .
* وجود مصر قوية وموحدة افشل الخطط الامريكية الإسرائيلية في فلسطين والمنطقة العربية
فإمريكا وإسرائيل لن تسطيعا تمرير تهجير الفلسطيين من غزة في ظل رفض مصري قوي لذلك .
وامريكا وإسرائيل لن تستطيعا تصفية القضية الفلسطينية في ظل رفض مصري أيضا .
وإمريكا وإسرائيل لن تستطيعا إقامة دولة "إسرائيل الكبرى" في ظل معارضة مصرية ودولة مصرية قوية .
وإمريكا وإسرائيل تفهم كل الفهم وتعلم علم اليقين وتشكل هذا الفهم وهذا اليقين عبر إتهام غير معلن بالدور المصري الخفي ومسؤوليته في تسلح وقوة الفصائل الفلسطينية في غزة .
والأحداث السابقة و الحالية من معركة طوفان الاقصى ، وتصريحات ترامب الطغيانية الشيطانية حول تهجير سكان قطاع غزة والسيطرة عليه وتملكة أثبتت ذلك ،
وكذلك أثبتت هذه الاحداث وهذا الصراع بشكل واضح وصريح أن واشنطن هي من تقود خطة ومعارك الصراع بين إسرائيل ضد العرب في فلسطين والمنطقة العربية .
بعكس ما كانت تتقمصة من دور كراعي للمفاوضات بين الفلسطيين والاسرائيليين والذي استمر عشرات السنيين لما كان يسمى الوصول الى حل الدولتين بعد إتفاق اوسلوا ، وإتضح انه كان فقط لكسب الوقت لتغير الواقع على الارض وصولا الى تهجير الفلسطيينين خارج حدود فلسطين التاريخية وتحقيق إقامة " إسرائيل الكبرى " .
* القضاء على الدولة المصرية .
ومن الطبيعي بعد ذلك ان تسعى امريكا وإسرائيل في وضع الخطط الطويلة والمتوسطة والقصيرة المدى وعلى كل المستويات في سبيل الوصول الى القضاء على الدولة المصرية وتفكيك جيشها وتفتيتها من الداخل وصولا إلى إضعافها ، ومن ثم الانتقال الى تنفيذ مشاريعها في القضاء على القضية الفلسطينية وإقامة إسرائيل الكبرى والاحتلال والسطو على ارض العرب وثرواتهم على نطاق واسع .
الحرب الخفية على مصر
هناك حرب إقتصادية كبيرة على الدولة المصرية تجري في الخفاء والعلن تقودها امريكا وإسرائيل منذ عشرات السنيين .
وهناك حرب إستخباراتية قوية ضد مصر وتلعب داخل مصر
وما يجري في ليبيا والسودان وسيناء هو يجري وفق مخطط يحيط بمصر لإستخدامه في الوقت المناسب
وما جرى لليمن والعراق وسوريا ولبنان إنما هو التهيئة لإستفراد بمصر وسحقها .
وهناك حرب مائية ضد مصر تقودها إمريكا وإسرائيل .
وغيرها وغيرها وغيرها من مخططات تهدف في النهاية الى الوصول الى إضعاف و إسقاط مصر ، فبوجود دولة مصرية قوية ومتماسكة أثبتت الاحداث ان كل الخطط الامريكية والإسرائيلية في فلسطين والمنطقة العربية تفشل وتتحطم على صلالبة الصخرة المصرية .
الخاتمة :
إمريكا وإسرائيل لن يهدأ لهما بال إلا بإسقاط مصر هذه حقيقة .
بالمقابل الدولة المصرية وقيادتها المتعاقبة السابقة او الحالية تعلم كل العلم بهذه الحقيقة ، وهذه المخاطر ، ولكنها كانت تمارس مايسمى " الخداع الإستراتيجي" في سياستها مع هذه الدول .
والذي فجر هذا الصراع الخفي وأضهرة للعلن وبقوة الرفض المصري في فتح حدودها مع غزة لتهجير 2 مليون غزاوي بعد ان نجحت اسرائيل من دفعهم بواسطة 100 الف طن من القنابل من شمال القطاع الى جنوب القطاع في رفح ، ولم يبقى إلا ان توافق مصر على فتح حدودها فقط .
الاصرار المصري بإفشال هذه الخطة رغم العروض الامريكية السخية بشطب ديون مصر بالكامل التي تقدر بمئات المليارات من الدولارات ، وحل مشلة سد النهضة الاثيوبي وغيرها من الامتيازات والاغراءات ، هذا الاصرار هو الذي فجر هذه الحرب الخفية الى العلن ، وإتضح ان الحرب الحقيقية تدور بين إمريكا وإسرائيل وبين مصر وكل بقية الحروب الاخرى ماهي إلا جزء من هذه الحرب .
ولاحظوا بعد ذلك كيف إصطدمت مقترتحات ترامب الشيطانية والطغيانية بتهجير سكان غزة والسيطرةالامريكية على القطاع وتملكه بقوة وصلابة الرفض المصري لها افقدت توازن السياسة الترامبية ، اما بقية الدول العربية كان ترامب يعتقد انه وبممارسة بعض الضغوط عليها يمكن لها ان توافق على تمرير خطته وكلنا شاهدنا موقف ملك الاردن اثناء إجتماعه مع ترامب قبل أيام .
ويالتالي على العرب ان يعوا جيدا هذه الحقائق وان يلتفوا ويتوحدوا خلف مصر وقيادتها سوا اكانوا رؤساء وملوك العرب او حكومات الدول العربية او احزابها السياسية والدينية بمختلف اشكالها اوكل شعوب الدول العربية، لابد ان يتوحدوا جميعا خلف مصر والسعودية لإن مايواجههم جميعا مصيري وإستثنائي ، ولإن الصراع الحقيقي كشف للعلن وبشكل واضح ، وان أمريكا كشفت حقيقتها وحقيقة دورها في المنطقة العربية و في صراعها ضد العرب جميعا بدون إستثناء سوا ماكنوا يسمون حلفائها او غير حلفائها
(وإلى الله ترجع عاقبة الأمور )
* أ. صلاح القرشي - كاتب وباحث يمني