كيف سيستفيد العرب من فرصة تدهور العلاقات الاوربية الامريكية؟

  الجانب العربي عليه  التحرك بحنكة سياسية و إستغلال ناجح  لمايحدث للعلاقات الاوربية مع امريكا من تدهور حول العديد من القضايا اهمها : 
اولا : 
إن الدول الاوربية قد أصيبت  بالصدمة الكبيرة إزاء مبادرة الرئيس الامريكي ترامب حول وقف الحرب في اوكرانيا.
،1_ و التي ترتكز على إجبار اوكرانيا على التنازل على بعض  اراضيها ، ومنعها من الانضمام الى حلف الناتو 
2_ تهميش الدور الاوربي في مفاوضات إنهاء الحرب في اوكرانيا وإحتكار ذلك على روسيا وامريكا .
3 _ السيطرة الامريكية  على 50% من الثروات الطبيعية من المعادن النفيسة الاوكرانية وإحتكار إستخراجها من قبل الشركات الامريكية   مقابل ماقدمته امريكا من اموال واسلحة دعما لأوكرانيا في الحرب والتي قدرها ترامب بأكثر من 300 مليار دولار وطالب اوكرانيا بدفع 500 مايار دولار  وتهميش الاروبيين في هذا الخصوص  .
4 _ ، وترى الدول الاوربية أن المبادرة الامريكية في إنهاء الحرب في اوكرانيا  تقوم على حساب مصالح اوكرانيا ومصالح الدول الاوربية .
 5_ بل وصل  بالعديد من مسؤولي الدول الاوربية والاتحاد الاوربي  الى القول ان أمريكا اصبحت شريك غير موثوق به ، وان مبادرة ترامب تعرض الامن الاوربي للخطر ، وغيرها من التصريحات الغاضبة التي تذهب بالعلاقات الاوربية الامريكية نحو مزيد من  التدهور الكبير .
6_ كما ان الدول الاوربية تعتبر ان مبادرة ترامب تجعل من روسيا منتصرة في هذه الحرب لتفرض نفسها كأقوى دولة في اوربا ومالهذا من تداعيات على الامن الاوربي حسب وصفهم  .
ثانيا : 
 ان الدول الاروبية والاتحاد الاوربي لا تزال  لم تفق  من الصدمة الاولى والغضب  الشديد من تصريحات ترامب حول : 
1_ التصريحات الترامبية حول الاستيلاء على جزيرة جيرلاند الدنماركية 
2_ تهديد ترامب  برفع الرسوم الجمركية التي  تستهدف الصادرات الاوربية لأمريكا .
3_  مطالبة ترامب الدول الاوربية بزيادة إنفاقها من2% الى 5% من دخلهاالقومي في حلف الناتو ولا يسري هذا القرار والتعديل  على مساهمة  امريكا ويقتصر على فقط على  دول اوروبا ، وكذلك النفقات  الاوربية لدعم اوكرانيا وغيرها  .
وعليه : 
فالدول العربية والجامعة العربية عليها  مسؤولية كبيرة في  سرعة التحرك الدبلوماسي والسياسي بشكل مكثف في اوروبا والاتحاد الاوربي بهدف حشد اوسع واكبر دعم للموقف العربي في مواجهة السياسة الامريكية والإسرائيلية الذي يقودها ترامب في تهجير الشعب الفلسطيني من غزة والسيطرةالامريكية على القطاع  وإحتلاله والانتقال الى التصفية النهائية للقضية الفلسطينية . 
وليس ذلك فحسب وإنما تحقيق العديد من المكاسب مع دول اوربا وإستخدامها في خروج الدول العربية  من تحت  الضغوط الامريكية سوا الإقتصادية او العسكرية او السياسية وغيرها  والتخلص منها .
اخيرا نقول ونكرر : 
يجب ان تنتهج  الدول العربية في ذلك  سياسات سياسية وإعلامية  ناجحة تجاه دول الاتحاد الاوربي وخاصة في هذا الوقت وتوظفة بنجاح في الحصول على  حشد دولي ضاغط و داعم للموقف العربي  في التصدي للسياسات الترامبية والاسرائيلية الخطيرة التي تستهدفهم  وتستهدف  القضايا العربية العادلة،  وهذه فرصة كبيرة لايجب ان يضيعوها العرب من بين ايدهم .
(وإلى الله ترجع عاقبة الأمور )

* أ. صلاح القرشي - كاتب وباحث يمني