فضل شاكر: هل تنقذه الملايين؟
خلال ثلاثة أشهر فقط، تصدّرت أغنيات فضل شاكر الإنتاجات الغنائية العربية، وكانت أغنيته الأخيرة "صحاك الشوق" من كلمات اليمنية جمانة جمال وألحانها، قد حصدت أكثر من عشرة ملايين مشاهدة خلال يومين فقط من إطلاقها على المنصات الرقمية.
من اللافت أن شركتي "بنش مارك" و"بيلبورد عربية" دخلتا على خط التعاون، فوُقِّع اتفاق إنتاجي مع فضل شاكر، الذي لا يزال حتى اليوم مطلوباً للقضاء اللبناني بتهم أمنية تعود إلى عام 2013.
تشير المعطيات إلى وجود مسعى سعودي لحل القضايا العالقة المتعلقة بفضل شاكر، وقد بلغت المفاوضات مراحل متقدمة. ووفقًا للمصادر، فإن القائمين على الملف يتعاملون معه بحذر شديد، مراعاة لحساسية ذوي ضحايا الجيش اللبناني.
ويبدو أن الحكم الصادر عن المحكمة العسكرية في الجنوب عام 2018، إلى جانب شهادات أمنيين شاركوا في معركة عبرا وبرّؤوا شاكر من التورط المباشر فيها، يشكّلان الأساس القانوني الذي يُبنى عليه هذا المسعى.
أغنية "صحاك الشوق" تُمثّل بداية لتعاون فني بين فضل شاكر وعدد من الشركات السعودية، تحت إشراف رئيس هيئة الترفيه السعودية تركي آل الشيخ، الذي يتولى أيضاً خط التفاوض مع الحكومة اللبنانية لإنهاء الملف بطريقة عادلة،
تتيح لفضل شاكر العودة إلى الساحة الفنية وإحياء الحفلات مجدداً. تشير المعلومات إلى أن هناك أكثر من 20 أغنية يتم العمل على تسجيلها وإصدارها بتسلسل بدعم من الشركات السعودية.
رغم النجاح الكبير، واجهت "صحاك الشوق" بعض الانتقادات، فاعتبر عدد من المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي أن لحن الأغنية مستوحى جزئياً من أعمال قديمة،
مثل "ياهلا بالضيف" للفنانة سميرة توفيق (ألحان الراحل فيلمون وهبي)، و"صاير كذاب" من ألحان الراحل ملحم بركات، إضافة إلى ألحان من ريبيرتوار وديع الصافي.
فضل شاكر التزم الصمت حيال هذه الانتقادات، وكذلك نجله محمد، الذي تحوّل خلال شهرين إلى نجم جماهيري بعد ديو "كيفك ع فراقي" مع والده، الذي حقق بدوره ملايين المشاهدات. فتح هذا النجاح الباب أمام الابن لدخول سوق الحفلات بقوة.
ورغم الحراك المكثّف لإنهاء قضية فضل شاكر، تبقى الكثير من التساؤلات قائمة لدى جمهوره ومتابعيه، أبرزها ما إذا كان سيحصل على عفو قضائي قريباً، وهل سيبقى في بيروت أم يهاجر إلى الخارج.
تؤكد المصادر أن فضل شاكر لا يحمل أي ضغينة تجاه زملائه الفنانين اللبنانيين، وينفي الأقاويل التي تشير إلى أن بعضهم يعارض عودته إلى الأضواء، مؤكداً أنه لا يُعير مثل هذه الشائعات اهتماماً، حتى وإن كانت صحيحة.
كل ما يتمناه اليوم، كما يقول، هو الهدوء والعدالة، ليعود إلى حياته الأسرية قبل الفنية، وينعم بالسكينة. يُضيف فضل شاكر أن قرار اعتزال الغناء ما زال مطروحاً في أي لحظة، لكنه اليوم يشعر بالسعادة والامتنان لكل هذا النجاح.