
بوتين يدعو زيلينسكي إلى موسكو واجتماع أوروبي رفيع لدعم أوكرانيا
الرأي الثالث - وكالات
شكك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الأربعاء في وجود مغزى من لقائه المحتمل مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، داعيا إياه لزيارة موسكو.
وقال بوتين في مؤتمر صحافي في ختام زيارته إلى الصين التي دامت أربعة أيام: "فيما يتعلق بلقاءات مع زيلينسكي، فلم أستبعد احتمال عقد مثل هذه اللقاءات، ولكن المسألة تكمن فيما إذا كان هناك مغزى منها".
وأضاف أن مثل هذا اللقاء سيعقد في حال كان زيلينسكي مستعدا للحضور إلى موسكو، مقرا بأن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، هو الذي طلب منه مقابلة زيلينسكي.
في سياق آخر، دعا بوتين السلطات الأوكرانية إلى إلغاء حالة الحرب وإجراء استفتاء بشأن وضع الأراضي المتنازع عليها، قائلا: "ماذا يجب على السلطات الحالية فعله في حال أرادت أن تكون شرعية وتشارك في عملية التسوية مشاركة كاملة؟
عليها أولا إجراء استفتاء وفقا للدستور الأوكراني، حيث لا يمكن تسوية مسألة الأراضي إلا عبر استفتاء. يعني ذلك أن إجراء استفتاء يتطلب إلغاء حالة الحرب، ولكن بمجرد أن يتم ذلك، سيتطلب إجراء انتخابات، وهذه العملية ستدوم إلى ما لا نهاية".
ميدانياً، أكد بوتين أن القوات الروسية تتقدم على كافة المحاور في منطقة القتال في أوكرانيا، مستطردا: "تتقدم كافة مجموعات القوات المسلحة الروسية على كافة المحاور".
واعتبر أن القوات المسلحة الأوكرانية تسعى لـ"سد الثغرات" على خطوط الدفاع عبر نقل أقوى الوحدات إلى المناطق الحرجة بلا قدرة على شن تقدم واسع النطاق.
وفي وقت سابق من اليوم، حمّلت الناطقة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، الغرب المسؤولية عما اعتبرته تخاذلا عن معالجة الأسباب الجذرية للنزاع في أوكرانيا،
قائلة في حديث لوكالة نوفوستي الحكومية الروسية: "الغرب غير مستعد أو لا يريد أو لا يستطيع معالجة الأسباب الجذرية للأزمة، ويقوم بكل ما بوسعه من أجل تأجيل ما هو حتمي. يجب بدء العمل على إزالة الأسباب الجذرية للأزمة والنزاع والمأساة".
وفي السياق يشارك الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم الأربعاء، في اجتماع رفيع المستوى في مقر رئيسة الوزراء الدنماركية (مارينبورغ)، إلى الشمال من العاصمة كوبنهاغن، بحضور قادة مجموعة دول الشمال الأوروبي ودول البلطيق،
وذلك لبحث سبل دعم أوكرانيا في مواجهة الغزو الروسي، ومناقشة مسألة "الضمانات الأمنية" ما بعد الحرب.
وشهدت المنطقة المحيطة بمقر الاجتماع انتشاراً أمنياً مكثفاً منذ ساعات الصباح الأولى، حيث أُغلقت طرق رئيسية وتسببت الحواجز الأمنية في عرقلة حركة المرور.
وقالت رئيسة الوزراء الدنماركية ميتا فريدركسن في بيان صحافي: "بينما يواصل بوتين هجماته البغيضة، يحافظ الأوكرانيون على قدرة هائلة على الدفاع عن بلادهم.
إن الرد على العدوان الروسي لا يقتصر على أمن أوكرانيا، بل يشمل أيضاً أمن أوروبا والنظام العالمي كما نعرفه".
ضمانات أمنية وضغوط إضافية على روسيا
ينعقد هذا الاجتماع قبل يوم من قمة مرتقبة في باريس تحت عنوان "تحالف الراغبين"، التي دعت إليها فرنسا لبحث سبل تقديم ضمانات أمنية طويلة الأمد لأوكرانيا.
ومن المتوقع أن تكون مسألة تشكيل قوة أمنية أوروبية على الأراضي الأوكرانية ضمن جدول أعمال اللقاءين في كوبنهاغن وباريس.
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون ديرلاين، في تصريح سابق: "لدينا خريطة طريق واضحة، واتفاق في البيت الأبيض بشأن قوة أمنية مستقبلية لردع روسيا عن شن هجمات جديدة على أوكرانيا".
وفي منشور على منصة إكس، أشار زيلينسكي إلى أن أوكرانيا "تجهز لتعزيزات كبيرة"، مؤكداً أن "استمرار العدوان الروسي يرجع إلى نقص الضغط الكافي على اقتصاد الحرب الروسي".
ومن المنتظر مناقشة الدنماركيين والأوكرانيين في مقر وزارة دفاع كوبنهاغن افتتاح أول شركة أوكرانية لصناعة الأسلحة وإنتاجها داخل الدنمارك.
وذكرت وكالة الأنباء الدنماركية ريتزاو أن الشركة المعنية هي "FPRT"، فرع من شركة "Fire Point" الأوكرانية، التي تقف خلف تطوير صاروخ "فلامنغو" بعيد المدى.
ومن المتوقع أن يبدأ المصنع الجديد الإنتاج في الأول من ديسمبر/ كانون الأول القادم.
ويبدو أن القادة الأوروبيين باتوا أكثر استعداداً لبحث آليات ردع مستقلة من الناتو، وهو ما تؤكده التحركات الأخيرة على الأرض، من تعزيز الإنتاج الدفاعي المحلي إلى الحديث العلني عن إنشاء قوة أمنية أوروبية داخل أوكرانيا نفسها.
ميدانياً، قالت السلطات الأوكرانية والبولندية اليوم الأربعاء إن روسيا شنت هجوماً جوياً كاسحاً خلال الليل على أوكرانيا، ما أصاب ما لا يقل عن أربعة من عمال السكك الحديدية، ودفع بولندا إلى الدفع بطائرات دفاعية.
الاجتماع الأوروبي تزامن مع عرض عسكري ضخم في الصين، ظهر فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى جانب الرئيس الصيني شي جين بينغ وزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، في مشهد فُسر بأنه رسالة تحدٍ غربية.