
محمد وهبي كاتب إنجاز المغرب.. بطل "البطاقة الخضراء" في نهائي مونديال الشباب
نجح مدرب منتخب المغرب تحت 20 عاماً، محمد وهبي (49 عاماً)، في استغلال القوانين الجديدة التي دخلت حيّز التنفيذ خلال بطولة العالم في تشيلي،
بعدما قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم، اعتماد البطاقة الخضراء خلال هذه البطولة، والتي تسمح للمدرب بالاعتراض على قرار الحكم،
ليطلب منه مراجعة لقطة، في حال لم تتدخل حجرة الفيديو المساعد "الفار" من أجل تصحيح القرار، عبر إعلام الحكم الرابع بالطلب ليتواصل مع نظيره الرئيسي، وهي ميزة يُمكن لكلّ مديرٍ فني استغلالها مرّتين فقط في المباراة الواحدة.
وكان مدرب المغرب أول من وظّف هذه البطاقة خلال المباراة التي جمعت منتخب بلاده أمام إسبانيا، وذلك عندما طالب الحكم بمشاهدة إحدى اللقطات،
وبالتالي دخل التاريخ من خلال استغلال هذا القانون الجديد وذلك بهدف مساعدة فريقه وتعديل قرار الحكم، ليطلب محمد وهبي كم الحكم مراجعة لقطة ركلة جزاء التي حصل عليها منتخب إسبانيا يومها،
وبالفعل تبدّل القرار بعد مراجعة الفيديو، الذي أثبت أن اللاعب الإسباني ادعى الإصابة.
وفي مباراة النهائي فجر الاثنين أمام منتخب الأرجنتين، تدخل محمد وهبي في بداية اللقاء، ليطلب من الحكم مراجعة لقطة تدخل حارس الأرجنتين على المهاجم ياسين زابيري،
حين أمر الحكم الإيطالي ماوريزيو مارياني، باستمرار اللعب ولم تتدخل حجرة "الفار"، ولكن المدرب المغربي استخدم البطاقة الخضراء وتوجه إلى الحكم الرابع الذي أعلم الحكم الرئيسي بطلب الفريق المغربي،
واتضح أن هناك خطأ لمصلحة زابيري، الذي بدوره نجح في تنفيذ المخالفة بطريقة مميزة أهدت منتخب بلاده هدف التقدم في النهائي، وذلك بفضل تدخل مدربه الذي كان واثقاً بأن هناك خطأ لمصلحة نجمه الشاب.
وسجل محمد وهبي نقاطاً خلال البطولة في حسن التعامل مع المباريات تكتيكياً، بما أن المغرب واجهت أسماء قوية، كما أنه أحسن استغلال قدرات لاعبيه،
وإضافة إلى ذلك فقد نجح في حسن توظيف القانون الجديد من أجل الدفاع عن حقوق فريقه فكسب التحدي مضاعفاً وقلب الطاولة على منافسيه في صراع المستطيل الأخضر أو خارجه.
واستطاع المدرب محمد وهبي المعروف بانضباطه التكتيكي والتركيز الذهني، وقراءة مجريات المباريات بشكلٍ مميز، واستغلال العناصر المتاحة بالطريقة المثلى أن يكتب تاريخاً جديداً في مسيرته، بعد تحقيق لقب مونديال تحت 20 عاماً مع المغرب،
إذ سبق له أنّ احتلّ وصافة بطولة أمم أفريقيا بمصر قبل ستة أشهر حين خسر النهائي أمام جنوب أفريقيا بهدفٍ نظيف، لكنه لم يستسلم أبداً.
يُذكر أن محمد وهبي ولد يوم السابع من شهر سبتمبر/أيلول من عام 1976 في مدينة بروكسيل، ويحمل الجنسيتين المغربية والبلجيكية، إذ بدأ حياته التربوية مدرساً في مدرسة شارل بولس،
قبل أن يقوده شغفه بكرة القدم إلى امتهان التدريب عبر بوابة أكاديمية نادي أندرلخت، التي بدأ رحلته فيها مشرفا على الفئات السنية الصغرى، بداية من تدريب فئة تحت تسع سنوات إلى أن أصبح مدربا مساعدا للفريق الأول،
ليستلم بعدها الجهاز الفني لمنتخب أشبال الأطس في عام 2022 خلفاً لعبد الله الإدريسي.