إسرائيل تُمعن بتدمير القطاع الصحي في غزة
الرأي الثالث - وكالات
يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي حربه على غزة لليوم الـ451 على التوالي، من خلال قصف عنيف يستهدف مختلف أنحاء القطاع، ما يؤدّي إلى سقوط عشرات الشهداء والجرحى يومياً.
واستشهد عشرات المدنيين في العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، بينهم طفلين، وأُصيب عدد آخر بجروح، فيما يواصل العدو استهداف المستشفيات ومنع وصول الإمدادات الطبية اللازمة إليها.
وقصفت مدفعية الاحتلال، صباح اليوم، مستشفى المعمداني الذي يعتبر المستشفى الوحيد الذي لا يزال يعمل في مناطق شمال قطاع غزة، عقب خروج مستشفى كمال عدوان عن الخدمة بعد تدميره وإحراق معظم الأقسام فيه.
كما أغارت الطائرات المعادية على مستشفى الوفاء غرب مدينة غزة ما أسفر عن استشهاد عدد من المدنيين.
وقال الدفاع المدني بغزة إن فرقه نقلت جثامين 7 شهداء وعدداً آخر من المصابين بينهم حالات خطيرة.
من جهته، أعلن جيش العدو انتهاء عدوانه على مستشفى كمال عدوان ومحيطه الذي أدى لسقوط عشرات الشهداء من الكوادر الطبية والمدنيين، واعتقال 240 مواطناً و10 أطباء بالإضافة إلى مدير المستشفى حسام ابو صفية.
وفي السياق نددت حركة «حماس» بالعدوان المستمر على القطاع الصحي، واعتبرت في بيان، أن «مواصلة جيش الاحتلال الإرهابي استهدافه الإجرامي للمستشفيات هو انتهاك مستمر للقوانين الدولية، وتأكيدٌ لحالة الاستهتار الصهيوني بالمعاهدات والمواثيق والقيم الإنسانية».
وإذ استنكرت الحركة «حالة الصمت الدولي عن جرائم العدو، والتدمير الممنهج لكافة المرافق المدنية وعلى رأسها المستشفيات»، كررت دعوتها للأمم المتحدة ومؤسساتها «للتحرك الفوري لوقف هذه الجرائم».
وفي بلدة بيت حانون أصدر العدو أوامر إخلاء في المنطقة تزامناً مع قصف جوي أدى لاستشهاد 10 مواطنين، كما استشهد 3 مواطنين جراء قصف معادي على منزلهم في في منطقة النفق وسط مدينة غزة، فيما أسفر العدوان على جنوب المدينة عن استشهاد 4 مدنيين، بينما يواصل جيش العدو تنفيذه عمليات النسف في المناطق الجنوبية من حي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة.
ومع إصرار العدو على منع وصول المساعدات الإنسانية للنازحين في قطاع غزة، استشهد طفل رضيع جراء البرد في دير البلح وسط القطاع، وهو الخامس خلال أسبوع.
وتواصل الطائرات الحربية الإسرائيلية استهداف المدنيين، حيث ارتفعت حصيلة العدوان الاسرائيلي إلى 45514 شهيداً و108189 جريحاً منذ بدء الحرب على غزة
وخلّفت الحرب حتى الآن أكثر من 151 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.
وعلى صعيد المفاوضات الرامية إلى وقف الحرب على غزة، قال القيادي في حركة حماس أسامة حمدان، لفضائية الأقصى التابعة للحركة، أمس الأحد، إن "العدو ينقلب في كل محطة من محطات التفاوض على ما يتم الاتفاق عليه".
وأضاف أن "العدو يقول إنه غير مستعد للانسحاب الكامل من القطاع ووقف العدوان ويقف عند هاتين النقطتين".
وتابع: "ذهبنا إلى أقصى مرونة بشأن الأسرى، شريطة وقف العدوان والانسحاب الشامل والإغاثة والإعمار من دون شروط"، لافتا إلى أن الحركة أجرت اتصالات مع الوسطاء ومع تركيا وأطراف أخرى لحشد موقف دولي يُلزم الاحتلال بوقف إطلاق النار.
بالمقابل يستعد جيش الاحتلال الإسرائيلي لتوسيع القتال في قطاع غزة، في ظلّ تعثر المفاوضات حول الهدنة، وأيضاً في ظلّ الهدوء النسبي في الجهات الأخرى من الحروب الإسرائيلية، مثل لبنان وسوريا.
وأصدر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هريتسي هليفي، أمس، تعليمات بالاستعداد لتعزيز القوات في غزة بهدف توسيع القتال في القطاع، خصوصاً في شماله.
ونقل موقع «واللا» العبري، عن مصادر في هيئة الأركان، أنَّ بعض وحدات الجيش، بما في ذلك وحدات المدرعات والهندسة، تلقت إشعارات بالانتقال إلى القطاع، في إطار خطة لزيادة الضغط العسكري على «حماس» وإجبارها على قبول الهدنة بالشروط الإسرائيلية.
وفي السياق أعلنت منظمة الصحة العالمية أن الحصار الذي يفرضه جيش الاحتلال الإسرائيلي على شمال غزة منذ أكثر من 80 يوماً، يعرّض حياة 75 ألف فلسطيني للخطر.
وقالت المنظمة «إنها أصيبت بالذهول جراء الغارة التي استهدفت مستشفى كمال عدوان، وأخرجت آخر مرفق صحي رئيسي شمال غزة عن الخدمة».
وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي جرائم الإبادة والتهجير والتجويع بحق نحو 80 ألف فلسطيني محاصرين في مناطق جباليا وبيت حانون وبيت لاهيا شمال قطاع غزة منذ 5 تشرين الأول الماضي، والتي خلّفت أكثر من 4 آلاف شهيد ومفقود، فضلاً عن 12 ألف جريح و1750 معتقلاً.
وكان آخر تلك الجرائم إحراق مستشفى كمال عدوان وإخراج آخر مرفق صحي من الخدمة.