
روسيا تشن هجومها الأوسع على أوكرانيا غداة اتصال ترامب وبوتين
الرأي الثالث - وكالات
قالت القوات الجوية الأوكرانية، اليوم الجمعة، إن روسيا أطلقت عددا غير مسبوق من الطائرات المسيّرة والصواريخ بلغ 539 طائرة مسيّرة و11 صاروخا باليستيا ومن طراز كروز على أوكرانيا خلال الليل الفائت.
وذكر الجيش الأوكراني أن وحدات الدفاع الجوي أسقطت 270 طائرة مسيّرة بينما فُقد أثر 208 أخرى. وأضاف أن الدفاع الجوي أسقط أيضا صاروخي كروز. وأفادت السلطات الأوكرانية بإصابة 23 شخصا على الأقلّ في ضربات جوية روسية على كييف.
وأكد سلاح الجو الأوكراني، صباح الجمعة، أن الضربات الروسية هي الأوسع منذ بدء الحرب في 2022.
إذ قال المتحدث باسم سلاح الجو الأوكراني، يوري إيغنيات، للتلفزيون الرسمي: "هاجم العدو بعدد كبير جدا من المسيّرات (..) وهو العدد الأكبر الذي يستخدمه العدو في هجوم واحد".
وعلى الجانب الآخر، أعلنت السلطات الروسية مقتل امرأة في هجوم بطائرة مسيّرة أوكرانية استهدف، ليل الخميس-الجمعة، منطقة روستوف في جنوب البلاد.
وقال يوري سليوسار، القائم بأعمال حاكم منطقة روستوف، في منشور على تليغرام إنّ "طائرات مسيّرة هاجمت ليلا مناطق آزوف وميلروفسكي وتاراسوفسكي. لقد صدّت وحدات الجيش الهجوم الجوي، لكنّه للأسف لم يخلُ من عواقب وخيمة".
وأضاف أنّه "في قرية دولوتينكا بمقاطعة ميلروفسكي، تحطّمت طائرة مسيّرة في مبنى سكني من طابقين، ما أسفر عن مقتل مدرّسة متقاعدة"،
في حين لم تخلّف بقية المسيّرات أيّ إصابات. واستهدفت مسيّرات أوكرانية، الجمعة فجرا، منطقة موسكو، ما أدى إلى إصابة شخص بجروح طفيفة في منطقة سيرغييف بوساد وفق ما أوضحت مسؤولة المنطقة أوكسانا إروخانوفا.
وفي المنطقة نفسها، أثار سقوط شظايا حريقا في محطة كهربائية فرعية، ما أدى إلى انقطاعات في التيار، بحسب إروخانوفا. وقالت وزارة الدفاع الروسية إنها اعترضت 48 مسيرة أوكرانية ودمرتها خلال الليل، من بينها 26 في منطقة روستوف.
ويأتي هذا التصعيد وسط تراجع آمال التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب.
وعلى الرغم من الزخم الذي أضافته إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى جهود التهدئة، منذ عودته إلى البيت الأبيض، إلا أن تراجعا بدا في تصريحات الأخير حول احتمال تحقيق تقدم باتجاه وقف القتال.
وقال ترامب إنّه فشل خلال اتصال هاتفي مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، أمس الخميس، في إحراز "أيّ تقدّم" نحو وقف إطلاق النار في أوكرانيا، في حين أكد الكرملين أن موسكو "لن تتخلى" عن أهدافها في هذه الحرب.
وتحدّث الرئيسان الروسي والأميركي في ظل توقف مفاوضات السلام الرامية لإنهاء نزاع مستمر منذ أكثر من ثلاث سنوات في أوكرانيا وبعدما علّقت واشنطن بعض شحنات الأسلحة المخصصة لكييف.
وردّا على سؤال بشأن ما إذا كان قد اقترب من التوصل لاتفاق بين روسيا وأوكرانيا، قال الرئيس الأميركي "كلا، لم أحرز أيّ تقدم على الإطلاق".
في الأثناء، قال ترامب، أمس الخميس، إن بلاده قدمت الكثير من الأسلحة إلى أوكرانيا في ظل الإدارة السابقة، وذلك في أول تعليقات علنية له على وقف بعض الشحنات العسكرية إلى كييف مع تصعيد روسيا هجومها الأخير.
وتحدث ترامب إلى الصحافيين قبل ركوب طائرة الرئاسة متجها إلى أيوا، وقال إن الرئيس السابق جو بايدن "أفرغ بلادنا بأكملها من الأسلحة، وعلينا أن نتأكد من أن لدينا ما يكفي لأنفسنا". وتشمل الأسلحة التي تم حجبها عن أوكرانيا صواريخ الدفاع الجوي، والمدفعية الموجهة بدقة، وغيرها من الأسلحة.
وفي مسعى لفرض وقائع جديدة على الأرض يمكن أن يوظّفها على طاولة المفاوضات، يسابق الجيش الروسي الزمن لاحتلال أكبر مساحة ممكنة في جنوب أوكرانيا وشرقها.
ومع توفر ظروف مناسبة، سرّع الجيش الروسي تقدّمه في الفترة الأخيرة للشهر الثالث على التوالي، وحقق أكبر تقدّم في أوكرانيا منذ نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
وحسب تقرير لمركز دراسات الحرب الأميركي، سيطرت القوات الروسية على 588 كيلومتراً مربعاً من الأراضي الأوكرانية في يونيو/حزيران الماضي مقابل 507 كيلومترات مربعة في مايو/أيار، و379 كيلومتراً مربعاً في إبريل/نيسان، و240 كيلومتراً مربعاً في مارس/آذار الماضيين.