
للمرة الرابعة عشرة.. إسرائيل تقصف منشآت اقتصادية في صنعاء
استهدف عدوان إسرائيلي على اليمن، اليوم الأحد، منشآت نفط وكهرباء، سبق أن تعرض بعضها للقصف خلال الفترة الماضية.
وطاول القصف العنيف محطة لتعبئة البنزين التابعة لشركة النفط اليمنية العامة في صنعاء، إضافة إلى قصف مكرّر طاول محطة حزيز للكهرباء الواقعة في منطقة سنحان،
إضافة إلى مواقع أخرى بينها منطقة المجمع الرئاسي، ومخازن أسلحة في معسكري جبل النهدين شرقي صنعاء وجبل عطان جنوبي العاصمة اليمنية، ما تسبب باندلاع حرائق وانفجارات متتالية في الموقعَين.
وقال شهود عيان إنّ المحطة تعرضت لعشرات الغارات التي أدت إلى تدميرها والتسبب بانفجارات كبيرة أفزعت المارة والسكان القريبين منها، إذ تصاعدت النيران والدخان بكثافة.
المواطن علي الحيمي أكد، أن "استهداف هذه المحطة جريمة ارتكبها العدوان الإسرائيلي الذي يتعمد إيذاءنا كمواطنين بقصف وتدمير المنشآت المدنية التي تخدمنا مثل مطار صنعاء ومحطات الكهرباء والنفط".
من جانبه، تحدث المواطن بشير محمد، أن محطة شركة النفط تقدم خدمة كبيرة للمواطنين، إذ يرتادها كثير من ملاك المركبات والسيارات لتعبئة البنزين بأسعار مناسبة مقارنة ببقية محطات التعبئة التجارية.
وتمتلك شركة النفط اليمنية العامة في صنعاء محطات عدّة لتعبئة الوقود وتزويد المواطنين والمزارعين والمنشآت الصناعية باحتياجاتها من البنزين والديزل، إذ تقوم بدور كبير في تخفيف الأعباء على المواطنين ووضع خطط طوارئ لتوفير الوقود بالإمكانيات المتوفرة أثناء الأزمات.
وأفاد مصدر أمني حوثي لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الهجوم استهدف "مبنى أمن أمانة العاصمة وسط صنعاء"، مشيراً إلى "أنباء عن سقوط ضحايا".
وقال سكان لـ"رويترز" إن القصف الإسرائيلي جاء قرب منطقة المجمع الرئاسي وقواعد صواريخ.
ويأتي ذلك بعد أسبوع من ضربات إسرائيلية استهدفت منشأة للطاقة يستخدمها الحوثيون جنوب صنعاء.
وكان الباحث الاقتصادي في صنعاء رشيد الحداد قد أكد ، أن "إسرائيل تعاني من تخبط وإفلاس يلاحظ من تكرار قصف هذه المنشآت المدنية، ولا هدف لها سوى إلحاق الأذى بالمدنيين"،
مشيراً إلى أن "استهداف الأعيان المدنية مرة أخرى، كالكهرباء والخدمات العامة التي تعتبر ممتلكات عامة ومدنية؛ يؤكّد أن العدوان الإسرائيلي لا يتملك أيّ أهداف".
ويرى مراقبون أن الضربات الجديدة على منشآت مدنية تعكس القلق الذي أحدثته الضربات الأخيرة التي قام بها الحوثيون تجاه إسرائيل نصرة للشعب الفلسطيني في قطاع غزة،
ومن ذلك إطلاق صاروخ انشطاري كان بمثابة مفاجئة صادمة لإسرائيل المتضرّرة كثيراً اقتصادياً من ضربات الحوثيين طوال الفترة الماضية والتي تطاول مطار بن غوريون، وموانئ وأهدافاً أخرى.
في المقابل، يعتبر هذا الاستهداف لمحطة حزيز للكهرباء المركزية، التي تغذي بعض مناطق العاصمة صنعاء بالكهرباء، هو السادس خلال عام ونصف العام، إذ تعرضت للقصف مرتين نهاية العام 2024،
إضافة إلى استهدافها مرة أخرى في 8 يناير/ كانون الثاني 2025، كما تعرضت للقصف في 6 مايو/ أيار الماضي، وعاد العدوان الإسرائيلي ليجدد قصفه للمحطة الكهربائية المركزية في 17 أغسطس/ آب الجاري 2025.
وبحسب فنيين في المحطة، فإنّ أغلب الاستهداف يطاول محولات الكهرباء وخزانات الوقود داخل المحطة؛ الأمر الذي يؤدي إلى توقفها بالكامل عن العمل لأيام، قبل أن يجري إعادتها للخدمة من الفرق الفنية والهندسية المختصّة.
وكانت المحطة قد تعرضت الأسبوع الماضي لقصف إسرائيلي طاول مولدات الكهرباء في المحطة، وهو الأول منذ آخر قصف تعرضت له العاصمة اليمنية قبل نحو شهرين،
واستهدف آخر طائرة من أسطول الخطوط الجوية اليمنية في مطار صنعاء الدولي، والذي أدى إلى توقف الرحلات وخروج المطار عن الخدمة.
14 موجة
الهجوم الإسرائيلي الأخير يعد الضربة الرابعة عشرة التي تشنها تل أبيب رداً على الهجمات الحوثية المرتبطة بالحرب في غزة، وكانت آخر ضربة استهدفت، الأسبوع الماضي، بواسطة السفن الحربية محطة كهرباء حزيز في صنعاء.
وتوعد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس في تصريحات سابقة الحوثيين بدفع «ثمن باهظ» مماثل للضربات التي طالت طهران.
وشملت الموجات السابقة استهداف مطار صنعاء، ومستودعات وقود، ومصانع أسمنت، ومحطات كهرباء، إضافة إلى تدمير 4 طائرات مدنية.
وتقول إسرائيل إنها ستواصل «العمل بقوة ضد الهجمات العدوانية للنظام الحوثي»، مؤكدة أنها «مصممة على تسديد الضربات لكل تهديد على مواطنيها مهما بلغت المسافة».
ورغم أن الضربات الإسرائيلية تركز على البنى التحتية التي تقول تل أبيب إن الحوثيين يوظفونها في أنشطتهم العسكرية، يرى مراقبون أن المتضرر الأول هو المدنيون في مناطق سيطرة الجماعة؛
فقد تسببت الغارات المتكررة في تدمير أجزاء حيوية من البنية التحتية لمواني الحديدة، كما شلت الرحلات التجارية من مطار صنعاء، وزادت حدة الأزمة الإنسانية في البلاد.
وربطت الجماعة الحوثية إنهاء هجماتها على إسرائيل بملف الحرب في غزة، وأعلنت أن وقفها هذه العمليات مرهون بانتهاء العمليات العسكرية الإسرائيلية هناك،
لكن محللين يرون أن استمرار الجماعة في هذا النهج يعكس التحالف بينها وبين إيران، التي تسعى إلى توسيع نفوذها الإقليمي واستخدام اليمن منصة متقدمة للضغط على خصومها.
وفي حين تهوّن قيادة الحوثيين من أثر الضربات الإسرائيلية على قدراتها العسكرية، تحذر الأمم المتحدة من أن استمرار استهداف البنية التحتية الاقتصادية والخدمية في مناطق سيطرة الجماعة سيضاعف من معاناة السكان.