
برّاك يبحث مع نتنياهو كبح الهجمات على لبنان والترتيبات الأمنية مع سورية
الرأي الثالث - وكالات
ناقش المبعوث الأميركي الخاص بالشأن السوري واللبناني توماس برّاك، اليوم الأحد، مع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو مطلب الإدارة الأميركية بـ"كبح" الهجمات الإسرائيلية على لبنان، والمباحثات بين إسرائيل وسورية.
وطبقاً للقناة 12 الإسرائيلية، التقى برّاك بوزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر الذي اجتمع قبل أيام في باريس مع وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني؛ كما اجتمع المسؤول الأميركي بوزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، ووزير الأمن يسرائيل كاتس.
في غضون ذلك، نقلت القناة عن مصادر إسرائيلية وأميركية قولها إن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب "تدفع باتجاه ترتيبات أمنية جديدة بين إسرائيل ولبنان، وبين الأولى وسورية، تمهيداً لتطبيع العلاقات مستقبلاً بين الجانبين".
وطبقاً لمسؤولين أميركيين، فإنّ استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة يفرض على إسرائيل "مصلحة واضحة في تهدئة الأوضاع على حدودها مع لبنان وسورية والتوصل إلى ترتيبات جديدة مع الأخيرتين".
من جهتها، ذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" أن برّاك، ونائبة المبعوث الرئاسي الخاص للشرق الأوسط مورغان أورتاغوس، بحثا اليوم الأحد، مع نتنياهو، طلباً أميركياً بكبح ضربات تل أبيب على لبنان وتطورات مسار المفاوضات مع سورية،
ونقل عن الصحيفة أن برّاك وأورتاغوس وصلا، الأحد، إلى إسرائيل، إذ التقيا نتنياهو وبحثا معه ملفات تتعلق بلبنان وسورية.
وأوضحت الصحيفة نقلاً عن مصدر مطلع (لم تسمه) أن "المبعوثين ناقشا مع نتنياهو طلباً أميركياً يقضي بكبح الضربات الإسرائيلية في لبنان، إلى جانب التطورات في مسار المفاوضات مع سورية"، دون ذكر تفاصيل أكثر.
وشارك في الاجتماعات السفير الأميركي لدى إسرائيل مايك هوكابي. وبحسب المصدر، يتوجه برّاك وأورتاغوس، غداً الاثنين، إلى بيروت للقاء رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام، على أن ينضم إليهما السيناتور الجمهوري البارز ليندسي غراهام.
والتقى الشيباني وديرمر، مساء الثلاثاء الفائت، في العاصمة الفرنسية باريس بحضور برّاك، لمناقشة عدد من الملفات المرتبطة بتعزيز الاستقرار في المنطقة والجنوب السوري.
وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" أن النقاشات تركزت حول خفض التصعيد وعدم التدخل بالشأن السوري الداخلي، والتوصل إلى تفاهمات تدعم الاستقرار في المنطقة، ومراقبة وقف إطلاق النار في محافظة السويداء، وإعادة تفعيل اتفاق 1974.
ولفتت الوكالة إلى أن هذه النقاشات تجرى بوساطة أميركية، "في إطار الجهود الدبلوماسية الرامية إلى تعزيز الأمن والاستقرار في سورية والحفاظ على وحدة وسلامة أراضيها".
وكانت الإدارة الأميركية قد طلبت من إسرائيل تقليص العمليات العسكرية "غير العاجلة" في لبنان والانسحاب التدريجي لجيش الاحتلال الإسرائيلي من المواقع التي ما زال يسيطر عليها في الجنوب اللبناني، وفق ما أفادت به القناة 12، الخميس الفائت،
نقلاً عن مصدرين مطّلعين على الموضوع لم تسمهما، وذلك دعماً لقرار الحكومة اللبنانية "البدء في عملية نزع سلاح حزب الله".
وبحسب مصادر القناة، تتحدث الخطة الأميركية أيضاً عن إنشاء "منطقة اقتصادية باسم الرئيس ترامب" في أجزاء من جنوب لبنان القريبة من الحدود مع الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948،
فيما وافقت دول عربية على الاستثمار في أعمال إعادة تأهيل هذه المناطق بعد استكمال الانسحاب الإسرائيلي.
وتكمن الفكرة، وفق هذه الرؤية، في أن إنشاء المنطقة الاقتصادية سيجعل من الصعب جداً على حزب الله إعادة ترسيخ وجوده العسكري بالقرب من الحدود، ما يشكّل رداً على المخاوف الأمنية الإسرائيلية.
وأمس السبت، أكد الرئيس اللبناني جوزاف عون، خلال استقباله في بيروت عضو الكونغرس الأميركي دارين لحود بحضور السفيرة الأميركية لدى لبنان ليزا جونسون، أنّ لبنان في انتظار ما سيحمله الموفدان الأميركيان توماس برّاك ومورغان أورتاغوس من رد إسرائيلي على ورقة المقترحات،
مشدداً، وفق بيان للرئاسة اللبنانية، على أنّ لبنان لم يتبلغ رسمياً أي شيء مما جرى تداوله في الإعلام حول نية إسرائيل إقامة منطقة عازلة في الجنوب.
وفي 18 أغسطس/ آب الجاري، التقي برّاك وعون، في قصر بعبدا ببيروت، بحضور أورتاغوس ووفد مرافق.
وجاء الاجتماع بعد أيام من تصويت مجلس الوزراء اللبناني لصالح خريطة طريق تهدف إلى نزع سلاح الجماعات المسلحة، ولا سيّما حزب الله، وهو ما رفضه الحزب على نحوٍ قاطع.
توغل إسرائيلي جديد في ريف القنيطرة السورية
وفي السياق توغلت قوات تابعة للجيش الإسرائيلي، ظهر اليوم الأحد، في بلدتي بريقة وبئر عجم بريف محافظة القنيطرة جنوب غرب سورية، وتمركز جنود منها في نقطة أمنية بقرية بريقة.
وأوضح الإعلامي فادي الأصمعي، المنحدر من ريف المحافظة، أن هذه التوغلات الإسرائيلية شبه يومية في المنطقة، مشيراً إلى أن الجيش الإسرائيلي يجهز منذ ثلاثة أشهر ساتراً ترابياً هناك بالإضافة إلى طريق عسكري.
وذكر موقع "مؤسسة جولان" المحلي في تقرير صدر عنه اليوم أن القوات الإسرائيلية نفذت عمليات توغل في القريتين بريف القنيطرة الأوسط، بالتزامن مع استنفار عسكري على طول خط وقف إطلاق النار،
ولفت التقرير إلى أن حفارات تابعة للاحتلال تعمل على اقتلاع الأشجار الحراجية وإقامة سواتر وطرق عسكرية داخل الأراضي السورية.
بدوره، أوضح الباحث السياسي أنس الخطيب أن عمليات التوغل التي ينفذها الجيش الإسرائيلي في محافظة القنيطرة "باتت تندرج ضمن إطار العمليات الروتينية في المحافظة ومنطقة حوض اليرموك؛ التي تشمل جزءاً من محافظة درعا".
وأضاف الخطيب أنه حتى الساعة الثانية عشرة ظهر اليوم الأحد لم ترصد أي تحركات عسكرية، مشيراً إلى أن هذا التحرك جرى بعد التوقيت الذي أشار إليه، مؤكداً أن الخطير هو مواصلة عمليات التجريف وقطع الأشجار في قرية بريقة.
وأضاف: "يبدو أن الجيش الإسرائيلي يسعى إلى إنشاء نقطة عسكرية في قرية بريقة بعد الانتهاء من عملية تجريف الحرش".
وتنفذ القوات الإسرائيلية توغلات شبه يومية في قرى وبلدات كودنة والعشة والرفيد، إضافة إلى طرنجة وجباتا الخشب، حيث تعمل على تجريف الأراضي الزراعية وإنشاء خنادق جديدة، وفق ما ذكر موقع "مؤسسة جولان الإعلامية" المحلي المعني بمتابعة الشأن الجنوبي في سورية.