
تحركات مكثفة... وضمانات تتزايد «لسد فجوات» إنهاء الحرب في غزة
الرأي الثالث - وكالات
يبذل الوسطاء الساعون لتحقيق وقف إطلاق النار في غزة إلى توسيع الضمانات بين الأطراف المعنية لـ«سد الفجوات» التي لا تزال تعرقل الوصول إلى اتفاق سلام.
وفي حين تتواصل، لليوم الثاني، المفاوضات غير المباشرة، بين وفدي حركة «حماس» وإسرائيل في مدينة شرم الشيخ المصرية، كشف وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، عن تحركات لاعتماد خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب بمجلس الأمن، ونشر قوات دولية في قطاع غزة، وإنشاء آلية أممية للانسحاب الإسرائيلي الكامل.
وأفادت قناة «القاهرة الإخبارية» الفضائية، الثلاثاء، باستمرار مفاوضات جولة المفاوضات بشرم مدينة شرم الشيخ المصرية، لليوم الثاني، وسط أجواء «إيجابية».
ضمانات الخطة
وتتركز اللقاءات على وضع آليات وتفاصيل تطبيق المرحلة الأولى من خطة ترمب، التي تشمل ثلاثة محاور رئيسية؛ أولها تحديد آليات الإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين مقابل إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين، ثم بحث ترتيبات التهدئة وانسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة، ثم ضمان تدفق المساعدات الإنسانية الكافية لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني في القطاع.
وكشفت مصر عن تحركات مكثفة بشأن ضمانات تنفيذ الخطة، وحرص عربي وإسلامي على إنجاحها، وفق ما ذكره وزير خارجيتها، الثلاثاء، خلال مؤتمرات صحافية مع نظرائه: السلوفينية تانيا فايون، والهولندي ديفيد فان فيل، والألماني يوهان فاديفول بالقاهرة.
ولفت عبد العاطي إلى العمل على إنشاء آلية أممية تضمن أمن جميع الأطراف، وتضمن الانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزة. وأضاف أن «الجهود المصرية لم ولن تتوقف، وسنقوم بالتنسيق في اجتماع بأوروبا نهاية الأسبوع لاستكمال التحرك في الأمم المتحدة لاعتماد خطة ترمب، والعمل على نشر قوات دولية بما يضمن أمن واستقرار الشعب الفلسطيني».
وأعلن وزير الخارجية المصري أن المبعوث الأميركي، ستيف ويتكوف، سيتوجه لمصر خلال الساعات المقبلة، مشيراً إلى أنه «تحدث معه بشأن أهمية أن يكون هناك قرار في مجلس الأمن لاعتماد خطة ترمب ونشر قوات دولية بما يوفر الحماية للجانب الفلسطيني».
تفاصيل تحتاج للتوافق
من جهته، أكد المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، في مؤتمر صحافي، الثلاثاء، بالدوحة أن هناك تفاصيل كثيرة من خطة ترمب لا تزال بحاجة إلى توافق عليها، مشيراً إلى أن اليوم الأول (الاثنين) شهد 4 ساعات من المفاوضات الدقيقة.
وأكد الأنصاري أن «التركيز يجب أن ينصبّ على أن نحوّل الخطة إلى خطة عملية، وأن نصل إلى أن تسير الخطوات تباعاً في التطبيق، وألا تكون هناك عقبات في التطبيق قد تعطي فرصةً للاحتلال بمعاودة العدوان على غزة».
عضو «المجلس المصري للشؤون الخارجية»، الأكاديمي المتخصص في الشؤون الإسرائيلية، الدكتور أحمد فؤاد أنور، يرى أن الوسيط المصري يريد الاعتماد الأممي لخطة ترمب كجزء من الضمانات لتنفيذ الاتفاق، بحيث يكون مجلس الأمن مظلة وغطاءً للحيلولة دون أي مناورات إسرائيلية مستقبلة، في ظل المؤشرات الإيجابية الحالية في مفاوضات شرم الشيخ.
واتفق معه المحلل السياسي الفلسطيني، نزار نزال، قائلاً إن «مصر تبذل جهوداً كبيرة، وتحاول أن تحاصر إسرائيل باتفاقات وتعهدات دولية لتجبرها على الانصياع لتنفيذ خطة ترمب كاملة وعدم التهرب منها بعد تسليم الأسرى»،
مؤكداً أنه رغم هذه الجهود فإن نتنياهو سيعمل على إفشال الاتفاق بعد تسلم الرهائن.
هيئة وطنية شاملة
ويتبادل طرفا الحرب التي تدخل عامها الثالث الشروط والمطالب على طاولة المفاوضات، وقال القيادي بحركة «حماس»، فوزي برهوم، الثلاثاء، إن وفد الحركة المفاوض في مصر يسعى من أجل تذليل كل العقبات للوصول إلى اتفاق لوقف الحرب بقطاع غزة.
وأضاف برهوم، في كلمة بخصوص الذكرى الثانية للحرب أن «(حماس) تسعى إلى الوصول لاتفاق يتضمن وقفاً دائماً وشاملاً لإطلاق النار، وانسحاباً كاملاً للجيش الإسرائيلي من مناطق قطاع غزة كافة وإدخال المساعدات دون قيود، وضمان عودة النازحين،
والبدء الفوري في عملية إعادة إعمار شاملة تحت إشراف هيئة وطنية فلسطينية من التكنوقراط، وإبرام صفقة تبادل أسرى عادلة».
وحذّر برهوم مما وصفها بمحاولات رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، «عرقلة وإفشال الجولة الحالية من المفاوضات كما أفشل متعمداً كل الجولات السابقة».
وذكر موقع «واي نت» الإخباري الإسرائيلي أن نتنياهو طلب من الوفد الإسرائيلي المفاوض في شرم الشيخ، الاثنين، عدم السماح لـ«حماس» بالخروج عن خطة ترمب بشأن وقف الحرب في غزة، أو الخريطة المرفقة بها،
مضيفاً أن الجيش الإسرائيلي سيستأنف عملياته القتالية في قطاع غزة في حال عدم تحقيق أي تقدم خلال أيام قليلة.
ورغم المخاوف المتبادلة بين إسرائيل و«حماس» فإن أنور يرى إمكانية البناء على المؤشرات الإيجابية الحالية في مفاوضات شرم الشيخ، وأن يكون الاتفاق قريباً وفي المتناول، وتبدأ بعدها مناقشة تفاصيل تنفيذ باقي الخطة.
ويعتقد نزال أن إسرائيل لن تذهب لوقف الحرب، وستكرر نموذج لبنان المرتبط بوقف موقف لإطلاق النار وتنتهكه متى تشاء دون أي سقف أو رادع.
مصدر مصري: المرحلة الأولى من «اتفاق غزة» قد تحسم قبل الجمعة
أكد مصدر مصري مطلع أن إنجاز المرحلة الأولى من اتفاق خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشأن غزة قد يحسم قبل الجمعة المقبل، حال استمرت الأجواء الإيجابية التي تشهدها مفاوضات شرم الشيخ المصرية حالياً.
وقال المصدر إن الأمور يحكمها التقدم الجاري في مفاوضات شرم الشيخ، وقد تطول عدة أيام، حال واجهتها عقبات بددت الأجواء الإيجابية الحالية،
وأضاف: «لكن يمكن القول إن جدول الأعمال تم التوافق عليه بشأن تبادل الأسرى والمحتجزين، وجار الاتفاق على مراجعة خرائط الانسحابات من مدينة غزة وخان يونس ودير البلح على أن تمتد لمناطق أخرى».
ونبه إلى أن «حماس» تضغط في ملف الأسرى لتحقيق مكسب داخلي بالإفراج عن قيادات النخبة أو الرموز الكبار عبد الله البرغوثي ومروان البرغوثي وحسن سلامة،
مشيراً إلى أنه من المبكر القول إنه قد يحدث تجاوب معها بشأن هذين الملفين، في ظل ضغط أميركي متواصل من ترمب سيتكرر وسيرى في إحاطات مستمرة بشأن المفاوضات ونتائجها.
ويرجح المصدر المصري ذاته أن يكون «الاتفاق الأولي الخميس أو الجمعة المقبلين، ويعلنه ترمب، وحال وجود عقبات قد يمتد الحسم إلى الأحد المقبل على أقصى تقدير».
وأوضح أن «العقبة الرئيسية الحالية استمرار العملية العسكرية، و(حماس) تناقش اللوجستيات المطلوب توافرها وتضغط لأخذ وقت وإطار زمني يمكنها من الإيفاء بتسليم الرهائن، سواء برفع الحواجز والانسحابات ووقف التحليق أو الحصول على أسرى من فصائل أخرى».
ويتوقع المصدر أن تمضي المرحلة الأولى باتفاق لن يتجاوز بأي حال أسبوعاً مع احتمال أن يعلن الجمعة أو قبلها، مرجحاً أن تشهد المراحل التالية الخاصة بالقضايا الأكثر تعقيداً كسلاح «حماس» مزيداً من الجهد والضغط الأميركي للوصول لتوافقات أو حلول وسط.
والاثنين، انطلقت في مصر مشاورات غير مباشرة بشأن تنفيذ «خطة ترمب» لإحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط، بحضور وفدين من إسرائيل وحركة «حماس»، لبحث ترتيبات تبادل الأسرى، ووقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، أعلن ترمب خطة تتألف من 20 بنداً، بينها الإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين في غزة، ووقف إطلاق النار، ونزع سلاح «حماس».