
الحوثيون يطاردون المحتفلين بذكرى 26 سبتمبر بدلاً من توفير الطعام للجائعين
الرأي الثالث
قالت منظمة هيومن رايتس ووتش، الإثنين، إن سلطات ميليشيا الحوثي اختطفت عشرات الأشخاص خلال الأسبوع الأخير من سبتمبر الفائت، في مناطق سيطرتها، بسبب احتفالهم السلمي بذكرى ثورة 26 سبتمبر، أو نشرهم منشورات عنها على وسائل التواصل الاجتماعي، في تكرار لحملات القمع التي تنفذها الجماعة كل عام ضد المحتفلين بهذا اليوم الوطني.
وقالت نيكو جعفرنيا، الباحثة في شؤون اليمن والبحرين لدى المنظمة، إن "الموارد التي يسخرها الحوثيون لاعتقال أشخاص بسبب منشورات غير مؤذية على وسائل التواصل الاجتماعي تفوق بكثير ما يفعلونه لضمان حصول الناس في المناطق الخاضعة لسيطرتهم على الغذاء والماء"، داعية الجماعة إلى احترام حقوق المواطنين بدلاً من "إسكات من يحتفل بعيد وطني".
ودعت المنظمة الحوثيين إلى الإفراج الفوري عن جميع المعتقلين بسبب ممارستهم حقهم في حرية التعبير والتجمع، إضافة إلى عشرات المحتجزين تعسفياً، بينهم موظفون في الأمم المتحدة ومنظمات مدنية اختفوا خلال الأشهر الماضية.
ووفقاً لما تم رصده ، فقد اختطفت ميليشيا الحوثي مئات اليمنيين خلال الأشهر الماضية، منهم من كان يستعد للاحتفال أو سجل عليه احتفالا في السابق، إضافة ناشطين حزبيين وشخصيات مجتمعية،
من بينهم بحسب المنظمة، الكاتب الساخر أوراس الإرياني، والمحامي عبد المجيد صبره، وعارف محمد قطران، وعبد السلام قطران، وجميعهم أُخفيت أماكن احتجازهم ومنعوا من التواصل مع أسرهم أو محاميهم.
وقالت المنظمة إنها تحدثت إلى أسر خمسة معتقلين، فيما رفض آخرون الحديث خوفاً من الانتقام.
وذكرت هيومن رايتس ووتش أن المحامي عبد المجيد صبره، اعتُقل في 25 سبتمبر بعد نشره منشوراً على "فيسبوك" انتقد فيه الحوثيين لمنعهم اليمنيين من التعبير عن فرحتهم بثورة سبتمبر،
واعتبر أن الجماعة "تخشى كل ما يعيد اليمنيين إلى قيم الجمهورية والإيمان الحقيقي بعيداً عن أساطير الإمامة"، وقالت الناشطة الحقوقية إشراق المقطري إن عائلته لا تعرف أي شيء عن مصيره حتى الآن.
كما نقلت المنظمة عن القاضي عبد الوهاب قطران أن الحوثيين اعتقلوا شقيقه عارف وابنه عبد السلام في 21 سبتمبر دون أمر قضائي، ثم نقلا إلى مكان مجهول، مرجحاً أن سبب اعتقالهما هو عزمهما المشاركة في احتفالات الثورة.
وأكدت المنظمة أن الاعتقالات تمت خارج إطار القانون، في انتهاك للمادة 132 من قانون الإجراءات الجزائية اليمني، ولأحكام القانون الدولي لحقوق الإنسان.
وأشارت إلى أن فريق الخبراء الأممي المعني باليمن وثق حالات واسعة من الاعتقال التعسفي والإخفاء القسري والتعذيب على يد الحوثيين.
وكانت المنظمة قد وثقت في 2024 اعتقال عشرات الأشخاص على خلفية احتفالات مماثلة، وفي 2023 أفادت تقارير بأن الحوثيين اعتقلوا نحو ألف شخص في ذكرى الثورة نفسها.
وقالت جعفرنيا في ختام البيان إن "على الحوثيين التوقف عن اعتقال الأشخاص لمجرد التعبير عن آرائهم ومعتقداتهم، والإفراج فوراً عن جميع المعتقلين تعسفياً".