
مشاورات مكثفة في القاهرة لدفع المرحلة الثانية من اتفاق غزة
الرأي الثالث - وكالات
أفاد مصدر مطّلع على مفاوضات غزة بأن القاهرة شهدت خلال الساعات الماضية مشاورات مكثفة بين المسؤولين المصريين وقيادة حركة حماس، تناولت ملامح المرحلة الثانية من اتفاق شرم الشيخ،
مع التركيز على مسألتين تعتبران أساسيتين في مسار التنفيذ، وهما إعادة فتح معبر رفح بشكل كامل أولاً، ثم تسليم ما تبقّى من جثامين الأسرى الإسرائيليين، تمهيداً للانتقال إلى المفاوضات التالية التي ستُجرى في الدوحة.
وأوضح المصدر، أن المرحلة الثانية من الاتفاق، والتي تتضمن ترتيبات أمنية وإنسانية جديدة في قطاع غزة، ستكون "المعيار الحقيقي لنجاح الاتفاق"،
مشدداً على أن الفشل في تنفيذها سيعني العودة إلى العمليات الميدانية، وإنهاء التهدئة القائمة فعلياً منذ أكثر من أسبوع.
وأضاف أن إسرائيل عادت إلى تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق أمس الأحد، بعد يومين من التعليق، من خلال إعادة تشغيل معبري كرم أبو سالم وكيسوفيم لدخول المساعدات والوقود إلى القطاع،
وذلك بالتزامن مع زيارة المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر إلى إسرائيل، في محاولة لإحياء مسار التنفيذ تحت ضغوط أميركية.
وأشار المصدر ذاته، إلى أن القاهرة كثّفت خلال الساعات الأخيرة اتصالاتها الدبلوماسية مع عدد من العواصم الأوروبية، من أجل تثبيت وقف إطلاق النار في غزة، وضمان التزام جميع الأطراف ببنود اتفاق شرم الشيخ.
ولفت إلى أن التحركات المصرية "تأتي في ظلّ خشية من تجدد الخروق الميدانية أو تعطيل مسار المساعدات الإنسانية، خصوصاً مع استمرار إغلاق معبر رفح من الجانب الفلسطيني، واشتراط إسرائيل ربط فتحه الكامل بإنهاء ملف الجثامين".
وأكد المصدر أنّ القاهرة تواصل لعب دور "الضامن الرئيسي" للاتفاق، لكنها ترى أن نجاح المرحلة الثانية سيحدّد مصير العملية السياسية برمتها، وأنها تعمل بالتنسيق مع الدوحة وواشنطن لتحديد جدول زمني واضح لاستئناف المفاوضات في العاصمة القطرية خلال الأيام المقبلة،
وسط تأكيد مصري على ضرورة التنفيذ المتوازي للالتزامات الإنسانية والأمنية دون أي انتقائية من الطرف الإسرائيلي.
وختم المصدر بأن مصر تعتبر أن أي فشل في استكمال مراحل الاتفاق سيؤدي إلى "تصعيد لا يمكن السيطرة عليه، ولذلك تضع جهودها الدبلوماسية حالياً في اتجاه واحد: منع انهيار اتفاق شرم الشيخ وتثبيت وقف النار في مدخل لمسار سياسي أوسع، يضمن إعادة الإعمار وعودة الاستقرار إلى غزة والمنطقة".
وأجرى وزير الخارجية بدر عبد العاطي اتصالين هاتفيين مع وزيري خارجية فرنسا والدنمارك، شدد خلالهما على أن احترام بنود اتفاق شرم الشيخ والالتزام الكامل بوقف الحرب يمثلان شرطًا أساسيًا لإنهاء الأزمة وإنقاذ المدنيين من المعاناة الإنسانية المتفاقمة في غزة.
كما استعرض عبد العاطي التحضيرات الجارية للمؤتمر الدولي المقرر عقده في القاهرة الشهر المقبل، داعيًا الدول الأوروبية إلى مشاركة فاعلة في جهود إعادة الإعمار والتعافي المبكر، في إطار الخطة العربية الإسلامية وخطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للسلام في الشرق الأوسط.
وأكد الوزيران الفرنسي والدنماركي دعمهما للجهود المصرية المكثفة لتثبيت الاستقرار في المنطقة، مشيرين إلى تطلع بلديهما لمواصلة التنسيق مع القاهرة بشأن ملفات إعادة الإعمار، بما يضمن استمرار الهدوء وتنفيذ ما تم الاتفاق عليه في شرم الشيخ.
وأعلنت أمس حركة حماس وصول وفدها، إلى العاصمة المصرية القاهرة برئاسة خليل الحية، لمتابعة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار مع الوسطاء والفصائل والقوى الفلسطينية.