
معلمو تعز يتظاهرون للمطالبة بحقوقهم: الإضراب مستمر
الرأي الثالث
شارك عشرات الآلاف من المعلمين اليمنييين، الأحد، في مسيرة جماهيرية حاشدة في شارع جمال عبد الناصر وسط مدينة تعز جنوب غربي اليمن، مؤكدين على استمرار إضرابهم الشامل حتى تحقيق مطالبهم.
وجدد المشاركون في المسيرة التي نظمتها اللجنة التحضيرية لاتحاد التربويين اليمنيين في تعز مطالب المعلمين بنيل حقوقهم وتسوية أوضاعهم ورفع رواتبهم، بما يتناسب مع الوضع المعيشي.
وحمل المشاركون في المسيرة لافتات تطالب بصرف رواتبهم المتأخرة وعلاواتهم المستحقة، مؤكدين أنّ الأوضاع المعيشية الصعبة في ظل ارتفاع الأسعار وتدهور سعر صرف العملة المحلية، تفرض على السلطات الحكومية ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لتحسين دخولهم.
وطالب بيان صادر عن المعلمين في تعز باعتماد حافز شهري إسعافي كغلاء معيشة لكل التربويين والمعلمين، أسوة ببقية المحافظات اليمنية، وإعادة هيكلة الأجور بما يتناسب مع أسعار اليوم ورفع الحد الأدنى للمرتبات، وصرف المرتبات المتأخرة.
وشدد البيان على ضرورة تنفيذ وصرف التسويات والعلاوات المتأخرة حتى 2024 مع صرف الفوارق، ومعالجة وضع موظفي 2011 وترتيب أوضاعهم، ومعالجة أوضاع المعلمين النازحين وانتظام صرف مرتباتهم.
كما دعا البيان إلى تنفيذ المرحلة الثالثة من قانون الأجور للعام 2011، وتنفيذ قانون التأمين الصحي رقم 9 للعام 2011، ومعالجة أوضاع المتقاعدين ممن بلغوا أحد الأجلين.
وقال المتحدث الرسمي باسم اللجنة التحضيرية لاتحاد التربويين اليمنيين في تعز نبيل السفياني، إنه للأسبوع الخامس خرجت هذه المسيرة الحاشدة بمشاركة فاعلة من المعلمات والتربويات للمطالبة بالحقوق المشروعة،
والتأكيد على كافة المطالب المحددة في بيانات المسيرات والوقفات الاحتجاجية السابقة والبيانات الصادرة عن اللجنة التحضيرية لاتحاد التربويين في تعز والمذكرات المقدمة إلى السلطة المحلية".
وأكد على "استمرار الإضراب والمسيرات والفعاليات الاحتجاجية والمطلبية السلمية من منطلق تربوي وحقوقي، وفي الإطار الدستوري والقانوني والنقابي حتى تحقيق المطالب الحقوقية المشروعة للمعلمين والتربويين بشكل عملي وملموس".
وكان رئيس مجلس الوزراء أحمد عوض بن مبارك، قد وجّه، أمس السبت، باتخاذ إجراءات عاجلة لتحسين أوضاع المعلمين، بما في ذلك صرف رواتبهم في موعدها كل شهر، واعتماد زيادات مناسبة في رواتبهم، وإدراج الحقوق والعلاوات المستحقة في ميزانية عام 2025.
وشدد على أهمية معالجة الازدواج الوظيفي والغيابات في قطاع التعليم، وتوحيد تدخلات السلطات المحلية لدعم رواتب المعلمين في القطاع العام.
كما أعلن أن رواتب المعلمين ستُصرف قبل رواتب المسؤولين الحكوميين، مشيراً إلى أن الحكومة ستتخذ إجراءات لإنصاف المعلمين وتوفير الخدمات الطبية والتعليمية المجانية لهم ولأسرهم.
وأشاد رئيس الوزراء بنضالات المعلمين في تعز وصمودهم رغم الظروف الصعبة، معتبراً التعليم "معركتنا الوطنية الأولى" وأولوية للحكومة،
كما حذر من العواقب الوخيمة لتوقف العملية التعليمية، مثل تسرب الطلاب وارتفاع معدلات التشرد والانحراف، مجدداً التأكيد على أن الحكومة تعمل مع الشركاء الدوليين والمحليين لإنشاء صندوق دعم التعليم اليمني، وتخصيص موارد مستدامة لضمان استقرار العملية التعليمية وتطويرها.
وكان معلمو تعز قد بدأوا، الشهر الماضي، بإضراب شامل شلّ العملية التعليمية في مدارس المدينة وريفها، وذلك بدعوة من اللجنة التحضيرية لاتحاد التربويين اليمنيين، في حين رفضوا دعوة نقابة المعلمين لرفع الإضراب.