
الحوثيون يغامرون بمستقبل اليمن في مغامرة غير محسوبة
أثار سقوط صاروخ باليستي، أطلق من اليمن واستهدف مطار بن غوريون الدولي في تل أبيب، أمس الأحد، حالاً من التأهب داخل إسرائيل، بعدما فشلت محاولات اعتراضه.
وتعد الحادثة تطوراً نوعياً في إطار التصعيد الإقليمي، مما دفع صناع القرار في تل أبيب إلى عقد اجتماعات طارئة لتقييم الموقف وسبل الرد، وسط اتهامات مباشرة لطهران بدعم الجهات التي تصفها إسرائيل بـ"الوكلاء".
وفي هذا السياق، تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي مواصلة العمليات العسكرية ضد جماعة الحوثي في اليمن، بعد الهجوم الذي طال محيط المطار.
و عد الباحث والمحلل السياسي اليمني بليغ المخلافي أن جماعة الحوثي "تغامر بمستقبل اليمن واليمنيين عبر استهداف منشآت حيوية داخل إسرائيل"، محذراً من أن هذا التصعيد قد يقود إلى ردود فعل إسرائيلية وأميركية أكثر حدة.
وأضاف، أن تلك الردود قد تطاول ما تبقى من المنشآت الحيوية أو البنى التحتية في اليمن، مما يضع المدنيين في دائرة الخطر المباشر.
وعن البعد السياسي، أوضح المخلافي أن تأجيل الجولة التي كان من المقرر عقدها، أمس، بين واشنطن وطهران يعكس، بحسب تعبيره، وجود أطراف تعمل على تعطيل المسار الدبلوماسي، بما يخدم أجندات تتعارض مع مسار التهدئة.
وأضاف المخلافي أن الحرس الثوري الإيراني يعد من أبرز الجهات التي ترى في أي مسار تفاوضي بين طهران وواشنطن تهديداً مباشراً لمصالحه وشبكة النفوذ التي أنشأها في المنطقة.
وأشار إلى أن جماعة الحوثي تمثل إحدى الأذرع التي يعتمد عليها الحرس الثوري في تنفيذ أجنداته الإقليمية، لا سيما في فترات التصعيد أو تعطيل مسارات التهدئة.
بالمقابل نفت إيران تقديم مساعدة للحوثيين لتنفيذ هجوم صاروخي على مطار بن غوريون في تل أبيب.
وقالت وزارة الخارجية الإيرانية في بيان إن "تحرّك اليمنيين لدعم الشعب الفلسطيني كان قراراً مستقلاً نابعاً من شعورهم بالتضامن" مع الفلسطينيين.
وختم المخلافي حديثه بالإشارة إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بدوره لا يبدو حريصاً على إنجاح أي اتفاق سلام،
مشيراً إلى أنه يسعى لتعطيل مسارات التهدئة، وقد يستغل التصعيد الأخير ذريعة لتبرير عمليات عسكرية توسعية تخدم أهدافه السياسية الداخلية.
دوي انفجارات
وفي وقت مبكر الإثنين، أفاد مراسل وكالة "الصحافة الفرنسية" بأنه سمع دوي انفجارات قوية في العاصمة التي يسيطر عليها الحوثيون منذ عام 2014.
وأعلن الحوثيون في اليمن، أمس الأحد، عن نيتهم "تكرار استهداف المطارات" الإسرائيلية، وعلى رأسها مطار بن غوريون، بعد بضع ساعات من إطلاق صاروخ استهدف محيط أكبر مطارات تل أبيب وشل موقتاً حركة الملاحة الجوية فيه.
وقال المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع في بيان، إنه "رداً على التصعيد الإسرائيلي بقرار توسيع العمليات العدوانية على غزة"، تعلن الجماعة عن "فرض حصار جوي شامل على العدو الإسرائيلي من خلال تكرار استهداف المطارات وعلى رأسها مطار اللد المسمى إسرائيلياً مطار بن غوريون".
ودعا الحوثيون الموالون لإيران في بيانهم "كل شركات الطيران العالمية إلى أخذ ما ورد في هذا البيان بعين الاعتبار منذ ساعة إعلانه ونشره وإلغاء كل رحلاتها إلى مطارات العدو المجرم حفاظاً على سلامة طائراتها وعملائها".
وحتى قبل صدور هذا البيان، سبق لشركة "لوفتهانزا" و"إير إنديا" أن أعلنتا عن تعليق الرحلات إلى تل أبيب حتى السادس من مايو (أيار)، في مقابل السابع من الشهر لمجموعة "بريتيش إيروايز". أما "إير فرانس"، فهي ألغت رحلات الأحد.
إعلام إسرائيلي: المعادلة مع الحوثيين تغيرت وميناء الحديدة تلقى ضربة قاسية
وتوالت ردود فعل وسائل الإعلام العبرية الرسمية منها والخاصة بشأن الغارات التي نفذتها إسرائيل على مواقع في ميناء الحديدة ومصنع اسمنت باجل غربي اليمن.
وأعلنت جماعة الحوثي، مساء اليوم الاثنين، عن غارات أمريكية إسرائيلية، جديدة استهدفت ميناء الحديدة ومصنع اسمنت باجل غربي اليمن.
وذكرت وسائل إعلام تابعة للحوثيين، أن عدوانا أمريكيا إسرائيليا استهدف ميناء الحديدة بست غارات، ومصنع باجل في المحافظة ذاتها بخمس غارات، دون ذكر مزيد من التفاصيل.
في الوقت الذي قالت هيئة البث الإسرائيلية في خبر عاجل لها إن الجيش الإسرائيلي يهاجم اليمن في هذه اللحظات.
وأعلنت الجماعة الحوثي، إصابة 21 مواطنًا جراء الغارات الإسرائيلية على مصنع للإسمنت بمحافظة الحديدة غرب اليمن.
وقالت وزارة الصحة في حكومة الحوثيين غير المعترف بها دوليا، في بيان لها، إن 21 مواطنًا أُصيبوا بفعل غارات العدوان الأمريكي، الإسرائيلي على مصنع اسمنت باجل كحصيلة أولية.
اتهامات لإيران
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إنه قصف أهدافا تابعة للحوثيين في ميناء الحديدة ومحيطه"، مشيرا إلى أن ميناء الحديدة يستخدم لتهريب أسلحة إيرانية ومعدات عسكرية للحوثيين.
وأوضح أن الهجوم استهدف ميناء الحديدة ومصنعا للخرسانة شرق المدينة.
وأفاد الجيش الإسرائيلي أن الحوثيين يعملون بتمويل وتوجيه إيراني لزعزعة الاستقرار وتهديد الملاحة الدولية.
ونقلت "قناة 12 " العبرية عن مسؤول إسرائيلي كبير قوله إن إسرائيل وأمريكا نفذتا هجمات مشتركة بـ 30 مقاتلة على أهداف باليمن تركزت على ميناء الحديدة.
وذكر المسؤول الإسرائيلي أن الهجوم استهدف ميناء الحديدة ومصنعا مهما يستخدمه الحوثيون، مضيفا "دمرنا ميناء الحديدة ومصانع لإنتاج الخرسانة كانت تدعم الصناعات العسكرية للحوثيين".
المعادلة مع الحوثيين تغيرت
وقال مسؤول إسرائيلي رفيع في تصريح لهيئة البث الإسرائيلية إن المعادلة مع الحوثيين تغيرت بعد استهداف مطار بن غوريون.
صحيفة "معاريف" بدورها نقلت عن مصدر سياسي إسرائيلي قوله إن "ميناء الحديدة تلقى ضربة قاسية"، فيما قال مسؤول آخر لقناة 14 إن هذه الضربة القوية جدا ليست الأخيرة وانتهى وقت اللعب مع الحوثيين في اليمن".
وقال مسؤول إسرائيلي "دمرنا ميناء الحديدة ومصانع لإنتاج الخرسانة كانت تدعم الصناعات العسكرية للحوثيين".
مصدر أمني إسرائيلي قال لقناة 13 الإسرائيلية "لا نتوقع أن يؤدي الهجوم إلى إيقاف إطلاق الحوثيين الصواريخ باتجاه إسرائيل، ونستعد للرد من جانبهم بعد الهجوم على ميناء الحديدة".
ميناء الحديدة تعرض لضربة قاسية
وقال "تم إلقاء 48 قنبلة خلال الهجوم على اليمن وميناء الحديدة تعرض لضربة قاسية".
صحيفة "يسرائيل هيوم" ذكرت أن الجيش الإسرائيلي أطلق اسم عملية "مدينة الموانئ" على الهجوم في اليمن الذي استهدف ميناء الحديدة، لافتة إلى أن الهجوم على اليمن جرى تنفيذه في 8 موجات.
ونقلت الصحيفة عن مصدر أمني قوله إن "ميناء الحديدة ومصنع إسمنت وأرصفة لتفريغ البضائع كانت من بين المواقع المستهدفة".
كذلك صحيفة "جيروزاليم بوست" قالت إن سلاح الجو الإسرائيلي نفذ هجوما مضادا مشتركا مع الولايات المتحدة على الحوثيين".
نتنياهو وكاتس أشرفا على هجوم الحديدة
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن نتنياهو وكاتس أشرفا على هجوم الحديدة من غرفة قيادة أركان الجيش في وزارة الدفاع بتل أبيب.
وتأتي الغارات الإسرائيلية غداة تهديدات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتوجيه "ضربات" جديدة للحوثيين بعد استهدافهم أمس الأحد مطار بن غريون والتسبب بإصابة ستة أشخاص وتعطيل حركة الملاحة.
كذلك، توعد نتانياهو باستهداف إيران، وقال عبر منصة "إكس" إن "هجمات الحوثيين مصدرها إيران. إسرائيل سترد على هجوم الحوثيين على مطارنا الرئيسي في الوقت المناسب والمكان الذي نختاره نحن (عبر استهداف) أسيادهم الإرهابيين الإيرانيين".
وكان الحوثيون قد أعلنوا مسؤوليتهم عن استهداف مطار بن غوريون في يافا المحتلة بصاروخ بالستي فرط صوتي أصاب هدفه بنجاح.