بسبب انعدام الوقود... أزمة في إمدادات المياه بعدن
تعاني عدن ومدن يمنية تحت إدارة الحكومة المعترف بها دولياً من أزمات متعدّدة في الخدمات العامة، على إثر انعدام الوقود الذي تسبب بمشكلة كبيرة لا تتوقف عند حدود انقطاع الكهرباء، مع وصول الأمر إلى المياه،
إذ تتفاقم مشكلة إمدادات كبيرة منذ أيام في ظل استنفار تام للجهات المعنية لمواجهتها.
يأتي ذلك رغم إعلان المؤسّسة العامة للكهرباء في عدن، يوم الثلاثاء 21 أكتوبر/ تشرين الأول، عن جهود حكومية لإعادة تشغيل المحطات،
إذ سارعت المؤسّسة بهذا الإعلان عقب ليلة مظلمة وساخنة شهدت خروج المواطنين إلى الشوارع وحرق الإطارات للاحتجاج على انقطاع الكهرباء والمياه وغيرها من الخدمات.
وفي السياق ذاته، قالت مؤسّسة الكهرباء إنه جرى تشغيل المحطة الشمسية وإدخالها إلى الخدمة بعد استقرار مركز الأحمال واستكمال الإجراءات الفنية اللازمة.
المواطن الخمسيني عدنان سالم من سكان عدن، تحدث عن أنّ المياه انعدمت في منزله الذي يضمّ ستة أفراد نصفهم أطفال،
ما تسبب بأزمة كبيرة دفعته وثلاثة من أطفاله للخروج إلى الشارع للبحث عن المياه من المنازل المجاورة في حال كانت لا تزال تحتفظ بمخزون منها، أو في حال كان هناك "سبيل" خزان مياه على جنبات أحد الشوارع لتعبئة المياه منه.
من جانبه، يقول المواطن يحيي الحوشبي، من سكان عدن، إنّ السكان يعتمدون كلياً على المياه التي توفرها المؤسسة العامة للمياه، والتي تضخ المياه إلى غالونات المنازل الأرضية،
وبالتالي يعمل السكان على رفعها إلى الخزانات في أسطح المنازل، حسب الحاجة اليومية لها، وكل ذلك يحتاج إلى الكهرباء التي في حال انقطاعها تحصل أزمة كبيرة تشمل المياه والصرف الصحي وخدمات أخرى.
وتوضح المؤسّسة العامة للمياه أنّ توقف خدمة الكهرباء في عدن سيؤدي إلى انقطاع الطاقة الكهربائية في حقول إنتاج وضخ المياه.
الناشط الاجتماعي في عدن وضاح أحمد، يؤكد أن الحياة شبه متوقفة في عدن بسبب أزمة الوقود والكهرباء الخانقة، والتي ألقت بتبعات جسيمة على مختلف الخدمات، أهمها المياه وتوقف ضخها من الحقول الرئيسية إلى قنوات التوزيع ومنها إلى المنازل،
مشيراً إلى أن ذلك ضاعف من تكاليف شراء المياه من المواطنين بنحو 50%، إذ تحتاج الأسرة الواحدة المكونة من خمسة أفراد إلى ما لا يقل عن خمسة آلاف ريال لشراء المياه، سواءً للشرب أو للاستخدامات اليومية.
يتفق بائع في متجر تجزئة للمواد الغذائية في منطقة الشيخ عثمان جنوبي عدن، وديع عبدالله، مع ما طرحه أحمد، بالقول إنّ هناك إقبالاً كبيراً على شراء المياه المعدنية التي تتصدر المبيعات في مثل هذه المتاجر خلال الأيام الحالية.
وكانت عدن قد شهدت مظاهرات ليلية ساخنة الأسبوع الماضي للاحتجاج على استمرار الانقطاع الكلي للكهرباء، وتوقف ضخ المياه وتصريف الصرف الصحي، مع أزمات معيشية متفاقمة أخرى نتيجةً لتوقف صرف رواتب الموظفين من الحكومة.
محمد راجح