وزارة الخارجية اليمنية تدخل مرحلة جديدة من الإصلاح والانضباط
في خضم التحديات الكبيرة التي تشهدها البلاد على مختلف الأصعدة تبرز الحاجة إلى قيادات تمتلك رؤية إصلاحية وشجاعة في اتخاذ القرار ..
وقد أثبت وزير الخارجية الدكتور السفير / محسن شايع من خلال خطواته الأخيرة أنه أهل للثقة ومحل تقدير واسع بفضل ما أظهره من جدية ووضوح في المضي نحو إصلاح شامل لمنظومة العمل الدبلوماسي..
لقد بدأ الوزير بالفعل بتنفيذ توجهاته الإصلاحية التي طال انتظارها حيث لمس العاملون في السلك الدبلوماسي بداية التغيير من خلال إعادة ترتيب الأولويات وتفعيل الكفاءة وتقديم معايير واضحة للترشيحات والتعيينات..
وهي خطوات طالما طالب بها المختصون والمهتمون بالشأن الخارجي..
كما أبدى الوزير حرصا على رفع مستوى الأداء الدبلوماسي وتمثيل البلاد بما يليق بها إقليميا ودوليا وذلك عبر إجراءات عملية شملت تقييم البعثات وتطوير مهارات الكوادر وتكريس المهنية وتحديث أدوات العمل بما يتناسب مع متغيرات السياسة الدولية ومتطلبات الدبلوماسية الحديثة..
وينظر إلى هذه التحركات بإيجابية كبيرة داخل الوزارة وفي أوساط المراقبين حيث تنم عن فهم عميق لتعقيدات العمل الخارجي وحاجة البلاد إلى صوت فاعل ومؤثر يعكس مصالحها ويخدم أولوياتها الأمنية والسياسية والتنموية في المحافل الدولية..
لقد أعاد الوزير الاعتبار لمفهوم الدبلوماسية الوطنية المستقلة القادرة على بناء شراكات متوازنة دون الارتهان للمحاور المتصارعة مع الحفاظ على ثوابت الموقف الوطني وكرامة القرار السيادي وهي توجهات تشكل رافعة للعمل الدبلوماسي وتبشر بمسار أكثر اتزانا واستقلالية..
إن ما تحقق حتى الآن رغم قصر المدة يمثل إشارات مهمة على أن مسار الإصلاح ممكن متى توفرت الإرادة والقيادة المؤهلة والمخلصة ولذا فإن هذه الخطوات تستحق الإشادة والتقدير والدعم لجميع قيادة الوزارة لتستكمل أعمالها على أسس مهنية ووطنية بعيدا عن الحسابات الضيقة والولاءات العابرة..
* سفير بوزارة الخارجية