نكتب .. ثم نمضي
منذ أشهر، كففت عن قراءة مئات التعليقات على ما أكتبه هنا أو على حسابي في “إكس”، وقد غدت أغلبها مستنقعًا من البذاءة والانحطاط والسب والشتم، يشنها ذباب إلكتروني مدفوع الأجر، يعمل في خدمة مختلف أطراف الصراع الذين نهشوا لحم هذا الوطن حتى العظم.
كلهم لصوص…
كلهم تجار حروب وسماسرة دم.
أما نحن، فنكتب بما تبقّى من دم في قلوبنا، وبما يُمليه علينا ضميرٌ لا يزال منحازًا – رغم الخراب – للحق والعدل، وللسواد الأعظم من المظلومين والمهمّشين والغلابى.
لا نملك ما نخاف عليه،
ولا نرجو مغنمًا ولا ننتظر تصفيق جمهور ولا اصطياد لايكات.
نكتب لأننا نؤمن أن الكلمة موقف،
ولأن الصمت خيانة حين يتحوّل القلم إلى شاهد زور.
من لا يعجبه صوتنا، فله أن يمر بصمت، أو يحجبنا عن بصره، ويشتري راحة باله.
أما أولئك الذباب الساقط، المموّل من أقواتنا المسروقة، فليعلموا أننا لا نملك ترف الوقت لقراءة قذاراتهم، ولا لشتمهم، ولا لحظرهم.
نكتب… ثم نمضي.