المنبر وُجد ليُوحّد، لا ليفرق :
ينبغي أن تبقى منابر الجمعة منابر للهداية والإصلاح، تنمّي في النفوس عوامل الخير والمحبة، وتجمع الكلمة من خلال تقوية الصلة بالله تعالى خالقهم، وبمحمدٍ صلوات الله عليه وآله نبيهم وقدوتهم وهاديهم.
كما ينبغي أن تذكّر المصلّين بتعاليم دينهم، باعتبار أن خطبتي الجمعة جزء من الصلاة، تقومان مقام ركعتين، فيُراعى فيهما ما يُراعى في الصلاة: من ترك الكلام، والإنصات، والخشوع.
وينبغي أن تكون موضوعاتهما رحمةً وهدايةً ومحبةً وسلامًا، لا ساحات للتحريض وإشعال الضغائن.
ولذلك، فإن تسخير (سلطة صنعاء) منابر الجمعة للسباب والشتائم، والطعن في الخصوم السياسيين ـ بل النيل من شريحة واسعة من المصلّين أنفسهم ـ يُعَدّ خطأً فادحًا، بل حماقةً كبرى*.
فكيف يُطالَب المصلّي بالإنصات لخطيب يسبّه، ويجتزي بسبه عن ركعتين من الصلاة؟! وكيف تتحوّل بيوت الله من جسورٍ للوحدة والتراحم، إلى منصّات للفرقة والتباغض؟!
إنها ظاهرة خطيرة: تُدنّس قدسية الدين، وتفكك وحدة المجتمع، وتهدد سِلمه الأهلي.
ونقول لإخواننا:
يا أنsار الله، لا تغرنّكم الأوهام، ولا يضللنّكم الإعلام المزيّف ولا البطانة الفاسدة. إيّاكم أن تصنعوا لكم أعداء من أبناء شعبكم، وخصوصًا ممن هم تحت سلطتكم، لا يطلبون منكم إلا أن تحكموا بالعدل والمساواة.
احذروا.. فإن الشعب لو قرّر أن يقاطع منابركم، فستجدون خطباء بلا مصلّين، ومساجد خاوية تُذكّركم بعاقبة الحماقة.
يا عقلاء الأنصار: الحماقة والتطرّف لا يقودان إلا إلى الهاوية للجميع .
* رئيس المكتب السياسي لحركة الحوثي سابقاً