نزاهة المقصد أثمن!!
أهمّ نصيحة يمكن أن أقدّمها للطلاب والباحثين العرب هي، عندما تتعامل مع أستاذٍ ألماني في عملٍ أو بحثٍ علمي، احرص على أن تترك انطباعًا رائعًا، حتى وإن كنت على وشك مغادرته أو إنهاء التعاون معه او لم توفق عنده.
فكثيرًا ما أكون في جلساتٍ خلال المؤتمرات أو الورش العلمية، ويدور الحديث بين الأساتذة عن طلابهم وباحثيهم، فتُطرح آراء متباينة، منها أنّ بعض التجارب مع طلابٍ من منطقة معينة أو بلدٍ محدّد لم تكن موفّقة، فيسرد الأستاذ أمثلة من خبرته وتعامله مع طلابٍ من تلك الدول.
وفي المقابل، يذكر آخرون طلابًا من بلدانٍ أخرى تميّزوا بالجدّ والاجتهاد والانضباط.
هذه الانطباعات تتراكم لتكوّن صورة عامة، فهي مفاتيح إمّا أن تفتح الأبواب أو تغلقها
فأن كنت فاشل او لم توفق لاي سبب فلا تدمر طريق لابناء مجتمعك في ذلك المكان.
فلا تظنّ أنّ الأستاذ عندما يقول إنّه لا يملك مشروعًا لك، يفعل ذلك من غير سبب؛ فقد يكون السبب ببساطة أنّه لم يجد فيك ما يُقنعه بأنّك شخص جدير بالثقة أو العمل الجاد.
وكما نقول دائمًا، الطالب أو الباحث المتعجرف، غير الملتزم، وغير المثابر، لا يضرّ نفسه فقط، بل يسيء إلى سمعة مجتمعه بأكمله في نظر الآخرين.
فإن كنت يمنيًّا أو مصريًّا أو من أي بلدٍ آخر، فالأستاذ سيرى بلدك من خلالك أنت وسلوكك. فلا تكتب على فيسبوك أو تتحدث بطريقة غير لائقة عن أستاذك أمام الآخرين، فذلك يُنقص من قيمتك أمام من يعرفك، وقد يصل كلامك إليه في نهاية المطاف.
لذلك، تذكّر دائمًا أنّ الأخلاق تسبق العلم، وأنّ السلوك الحسن يسبق العمل، وأنّ نزاهة المقصد أثمن من أي كسبٍ مادي أو علمي او وظيفة.