السلام العادل لا يُبنى على الشعارات
إن رفع المعاناة عن الشعب العربي الفلسطيني يشكّل مدخلًا ضروريًا لتحقيق السلام العادل والشامل وإحياء مسار حل الدولتين.
ومع ذلك، فإن توصيف ما جرى مؤخراً على أنه “نصر” يبقى محل نقاش، خصوصاً في ظل الخسائر البشرية الواسعة وحجم الدمار وواقع التسويات الميدانية التي أفضت إلى تسليم السلاح.
لقد أظهرت التجربة أن حماية القيادات لا يمكن أن تشكّل بديلاً عن حماية الشعب أو صون مصالحه العليا.
إن الآمال معقودة على أن تسهم التطورات الراهنة في فتح مسارٍ سياسي أكثر هدوءًا وواقعية، يجنّب الفلسطينيين وغيرهم تكرار دورات التصعيد.
ولعل ما طُرح في بعض المبادرات الدولية، بما فيها الرؤية الأمريكية المعروفة إعلاميًا بخطة ترامب، عكس تحوّلًا في مقاربة الملف الفلسطيني، سواء على مستوى الترتيبات الأمنية أو إعادة تشكيل الواقع السياسي.
وإذا ما جرى التعاطي مع هذه الرؤية بمرونة ووعي عربي، فقد تمثّل إطارًا يمكن البناء عليه لتقليل الخسائر ودعم أي تسوية مستقبلية قابلة للحياة.
إن استخلاص العبر من تجارب الصراع يظل مسؤولية وطنية وأخلاقية، ويُفترض أن يكون موجّهًا لكل الأطراف التي قد تُقدِم على خيارات عسكرية غير مدروسة النتائج.
فالسلام العادل لا يُبنى على الشعارات، بل على التقدير الواقعي للمعطيات وتحصين المجتمعات من الأثمان غير المبررة.
* دبلوماسي وسياسي يمني