مواهب عربية تقتحم البوندسليغا.. جيل يسير على خطى النجوم الكبار

 شهد سوق الانتقالات الصيفي الأخير تحركاً لافتاً لعدد من المواهب العربية صوب أندية الدوري الألماني، في مشهد غير معتاد يعكس إصرار هذه الأسماء على اقتحام واحد من أقوى دوريات أوروبا، 

حيث قرّر "البوندسليغا" أن تكون المحطة التالية لجيل عربي واعد يسعى لصناعة اسم لنفسه بين كبار اللعبة، في محاولة لترسيخ جدارة الكرة العربية كمصدر دائم للمواهب القادرة على التميز، 

وليكتب هؤلاء اللاعبون بداية جديدة تمهّد لمسار مشابه لما صنعه النجوم الكبار من قبلهم في مختلف الدوريات الأوروبية.

ونجح نادي باير ليفركوزن في خطف الأضواء مع بداية الميركاتو بعدما أعلن تعاقده مع الموهبة الجزائرية إبراهيم مازة، قادماً من هيرتا برلين بعقد يمتد حتى عام 2030 مقابل 12 مليون يورو. 

وأثبت اللاعب البالغ من العمر 19 عاماً، نفسه في دوري الدرجة الثانية الألمانية، حيث خاض 51 مباراة سجل خلالها تسعة أهداف وصنع سبع تمريرات حاسمة، ليصبح أحد أبرز الوجوه الصاعدة في ألمانيا. 

وجاءت خطوة ليفركوزن ضمن خطة التغيير الكبرى التي قام بها النادي في الفترة الأخيرة لتعويض رحيل عدد من لاعبيه الأساسيين، فاتحاً المجال أمام المواهب الشابة لقيادة مشروعه الجديد.

ولم يتوقف ليفركوزن عند التعاقد مع مازة، بل ضمّ أيضاً المغربي الواعد إلياس بن صغير (20 عاماً)، قادماً من موناكو الفرنسي بعقد يمتد حتى صيف 2030، في صفقة تجاوزت قيمتها 30 مليون يور. 

وبعدما قدّم بن صغير تجربة ناجحة مع فريق الإمارة بتسجيله 15 هدفاً وصناعة ثماني تمريرات حاسمة في 85 مباراة، سيكون أمام تحدٍ جديد في البوندسليغا،

 وكما تألق العديد من اللاعبين المغاربة في ألمانيا من قبل، يطمح هو الآخر لإثبات موهبته وصناعة مسيرة مشرفة، ليصبح أحد أبرز الأسماء في السنوات المقبلة.

ولم يختلف الوضع كثيراً في نادي شتوتغارت، الذي تحرّك هو الآخر بقوة في الميركاتو الصيفي لتعزيز تشكيلته بمواهب عربية، فقد تعاقد مع الجناح الجزائري بدر الدين بوعناني قادماً من نيس الفرنسي بعقد يمتد لخمس سنوات في صفقة قاربت 15 مليون يورو، 

بعدما قدّم موسمين مميزين مع فريقه السابق فتحا له أبواب المنتخب الجزائري. 

كما أبرم النادي الألماني صفقة إعارة المغربي بلال الخنوس من ليستر سيتي الإنكليزي لموسم واحد مع خيار الشراء مقابل 28 مليون يورو، وذلك بعد تجربة قصيرة مع "الثعالب" سبقتها مسيرة لافتة بقميص جينك البلجيكي.

من جانبه، اختار أوغسبورغ الدخول في سباق استقطاب المواهب العربية، فظفر بخدمات النجم التونسي إسماعيل الغربي قادماً من سبورتينغ براغا على سبيل الإعارة مع خيار الشراء، 

مع الإشارة إلى أن الغربي الذي بدأ مسيرته مع باريس سان جيرمان الفرنسي، لعب الموسم الماضي في الدوري البرتغالي وشارك في 38 مباراة، سجل خلالها أربعة أهداف وقدّم ست تمريرات حاسمة، 

كما شهد أخيراً تغيير جنسيته الرياضية لصالح المنتخب التونسي، حيث بات أحد الأسماء التي يراهن عليها "نسور قرطاج" في الاستحقاقات المقبلة.

ويعوّل هؤلاء اللاعبون الشباب على تجاربهم الجديدة في البوندسليغا لإبراز قدراتهم، خاصة في الأشهر القليلة المقبلة التي ستشهد مشاركة بعضهم مع منتخباتهم في كأس أمم أفريقيا المقبلة بالمغرب بين 21 ديسمبر/ كانون الأول و18 يناير/ كانون الثاني، 

إضافة إلى إمكانية الظهور في نهائيات كأس العالم الصيف المقبل في الولايات المتحدة الأميركية وكندا والمكسيك، ولذلك سيكون التألق في الدوري الألماني بوابة لتعزيز فرصهم مع منتخباتهم الوطنية وصناعة نجومية مبكرة في مسيرتهم الاحترافية.
 
وقد ارتفع عدد اللاعبين العرب في الدوري الألماني خلال الموسم الجاري إلى 13 لاعباً، من بينهم خمسة جزائريين، هم إبراهيم مازة، وبدر الدين بوعناني، ومحمد الأمين عمورة (فولفسبورغ)، ورامي بن سبعيني (بوروسيا دورتموند)، وفارس شايبي (آينتراخت فرانكفورت)، 

كما يضم الدوري ثلاثة تونسيين هم: إسماعيل الغربي، وإلياس السخيري (آينتراخت فرانكفورت)، وإلياس سعد (أوغسبورغ)، يضاف إليهم الثنائي المغربي إلياس بن صغير وبلال الخنوس، 

إضافة إلى الليبي دانيال الفضلي ولاعب جزر القمر وارمد عمري مع هامبورغ، وأخيراً السوري محمود داهود مع آينتراخت فرانكفورت، ما يعكس حضوراً عربياً قوياً ومتنوعاً في البوندسليغا.