مبابي يتوّج بالحذاء الذهبي وبيريز يضعه بين أساطير ريال مدريد
تألّق كيليان مبابي (26 عاماً) من جديد، وتربّع على عرش هدّافي أوروبا بعدما توّج بجائزة الحذاء الذهبي الأوروبي لموسم 2024-2025 في حفل مهيب احتضنه ملعب سانتياغو برنابيو، الجمعة، بحضور رئيس ريال مدريد، فلورنتينو بيريز (78 عاماً)، ووالده ويلفريد مبابي (55 عاماً)، وجميع زملائه في الفريق الملكي، الذين حضروا لمشاركته لحظة المجد.
وواصل النجم الفرنسي كتابة فصول مجده الشخصي في أول موسم كامل له بقميص ريال مدريد، إذ أنهى الدوري الإسباني متصدّراً ترتيب الهدّافين في أوروبا بـرصيد 31 هدفاً، متفوّقاً على السويدي فيكتور غيوكيريس، الذي سجّل 39 هدفًا مع سبورتينغ لشبونة،
لكن معامل البطولة البرتغالية جعل مبابي يتقدّم عليه في حسابات النقاط الرسمية للجائزة.
وأبهر مبابي الحضور حين صعد إلى المنصّة مرتدياً بدلة سوداء أنيقة ليتسلّم الجائزة وسط تصفيق حار، قبل أن يعبّر عن فخره الكبير بهذا الإنجاز، في تصريحات نقلتها مجلة ليكيب الفرنسية، اليوم الجمعة،
إذ قال: "إنه شرف كبير لي أن أحصل على هذا اللقب، فهو يعني لي الكثير مهاجماً. أشكر زملائي لأنهم السبب في ظهوري بأفضل نسخة من كيليان ومساعدتي للفريق في الفوز.
الأهم هو الانتصارات الجماعية". وواصل مبابي حديثه بتأكيد انتمائه العميق إلى النادي الملكي: "اللعب لريال مدريد حلمٌ تحقق، الجميع يعرف أن هذا النادي كان حلم طفولتي. آمل أن أبقى هنا لسنوات طويلة وأواصل حصد الألقاب".
واحتفى فلورنتينو بيريز بإنجاز مبابي، ووضعه ضمن كوكبة الأساطير، التي حملت ألوان ريال مدريد، وهو ما أبرزه في كلمته أمام الحضور: "مبروك كيليان، هذا الحذاء الذهبي ثمرة عملك وشغفك وإخلاصك.
نحن فخورون بوجودك بيننا، فأنت تجسّد قيم ريال مدريد بأفضل صورة. أنت ثالث لاعب في تاريخ النادي يحرز الجائزة بعد هوغو سانشيز وكريستيانو رونالدو، وهذا المكان يليق بك".
وأعاد بيريز بهذا التصريح مبابي إلى قلب الذاكرة الملكية التي لا تنسى أساطيرها، ليؤكد أن القادم الفرنسي يسير بثبات على خُطى العظماء الذين مرّوا ببرنابيو، بينما يواصل مبابي كتابة التاريخ،
إذ بات ثاني لاعب فرنسي في التاريخ يتوّج بالحذاء الذهبي بعد تييري هنري، ليعزّز مكانته بين كبار هدّافي القارة.
ويبدو أنه لن يتوقف قريباً، بعدما بدأ موسمه الجديد بقوة، وسجّل 11 هدفاً في عشر مباريات في الدوري الإسباني، ليؤكد أنه لم يكتفِ بالمجد، بل يسعى إلى الحفاظ عليه في القميص الأبيض.
ويختتم مبابي فصلاً جديداً من مسيرته المذهلة، وقد صار رمزاً لعصر جديد في ريال مدريد، يجمع بين الحلم والشغف والمسؤولية.
ويبدو أن الحذاء الذهبي ليس سوى محطة أولى في طريقٍ طويل نحو الأسطورة، بعدما وجد النجم الفرنسي في بيريز رئيساً مؤمناً بقدراته، وفي برنابيو مسرحاً يليق بطموحه.
وبينما تواصل جماهير مدريد ترديد اسمه بفخر، يستمر مبابي في السير بخُطى واثقة نحو مجدٍ لا يعرف التوقف.