
"مرعي البريمو": البطيخ يملأ الشاشة ويحجب محمد هنيدي
هل الضحك بات عملة نادرة بفعل تفاقم المشاكل الاجتماعية في دنيا العرب، أم أن هناك قصوراً في الكوميديا لغياب النجم الحقيقي عن الميدان والذي بحضوره سيشكّل حافزاً للمواهب على المحاولات المتكررة حتى تصويب البوصلة في الإتجاه الصحيح.
الفنان محمد هنيدي. بمنتهى المنطق والواقع ما تزال بداياته أفضل من إنتاجاته في الأعوام الأخيرة. والمشكلة مثلاً في: مرعي البريمو، تكمن في الفكرة، وهي بالمناسبة لـ هنيدي نفسه كتبها: إيهاب بليبل، عن حبات ألماس أخذها مرعي من جده – أحمد بدير - وخبّأها في بطيختين تركهما في غرفة النوم الممتلئة أصلاً بكميات كبيرة منها، كتب على كل منهما: البريمو، لكن زوجته – غادة عادل – باعت كمية كبيرة من البطيخ ووصلت إلى تلك الموجودة في غرفة النوم بغية شراء بعض المصاغ.
هنا تقع الواقعة ويكون عليه إستنفار كل من يعرفه بحثاً عن الشاري وهي قضية تستهلك ما تبقى من وقت الفيلم، ولنتصور عملية البحث يقوم بها كل من يظهر على الشاشة لنصادف فرحاً هنا مع رقص وغناء، وإحتفالاً هناك لمناسبة محلية وزحام أناس في فوضى وأصوات متداخلة، ضجيج من دون مبرر، ولقطات لا معنى لها سوى إطالة وقت الفيلم والمراوحة في المكان الواحد.
الشريط متعب، مشتت، يحاول أن يمرر مسائل عديدة على المشاهدين وشخصيات مضافة من دون فائدة على أجواء الشريط، وطبعاً كل هذا لا يصنع كوميديا، أما لماذا إستمر العمل على الشاشات المصرية فالجواب لأن هنيدي نجم حماهيري، لكن ما يقدمه في جديده ليس جديراً بالمباركة، ويدخل في باب الـ بلا بلا بلا، يعني أي كلام.
نتحدث عن الكوميديا في بلد يعرف الجميع أن شعبه قريب من القلب، وصاحب نكتة جاهزة وظُرف مطلق، إذن أين يكمن السبب في عدم بلوغ فيلم لـ هنيدي نقطة الرضى، وهي مسألة تواجه معظم سادة الكوميديا حالياً ولا نقول السيدات لأنهن غائبات عن الحضور والمنافسة.
كل هذا في جانب ونسخة من الشريط الذي عرض بدءاً من 3 آب/ أغسطس توفرت بشكل مكشوف على جميع المنصات بعد أسبوعين فقط، وهذه محرقة إضافية تضاف إلى مشكلة المستوى المتدني للشريط.