
هل هجرت الدراما العربية ثنائيات الحب؟
ء حفل موسم الدراما الأخير بالقضايا المثيرة للجدل، بدءاً من التحرش وإثبات النسب إلى الإجهاض، مع محاولات جريئة ومختلفة قياساً على الروايات التقليدية وقصص الحب التي سيطرت على الإنتاج لسنوات.
يمكن اعتبار طرح قضية التحرش بالأطفال في المسلسل المصري "لام شمسية" من أقوى المعالجات الدرامية لمثل هذه القضايا في العالم العربي.
الفكرة استفزت المجتمع دون أدنى شك، وكذلك الهيئات المدنية التي وجدت في المسلسل مادة للترويج لأفكارها، مؤيدةً عمل المخرج كريم الشناوي، وكتابة مريم نعوم،
وإنتاج شركة "سعدي جوهر"، التي تفوقت على مستوى الفكرة والطرح، بعيداً عن نمطية البطل الذي لا يُقهَر أو قصص الحب المكرّرة التي تمتد على مدار 30 حلقة فقط للإيفاء بمتطلبات العرض الرمضاني.
ما يميز "لام شمسية" أنه جعل الدراما العربية هذا الموسم في مأمن من التكرار والمحتوى المستهلَك، رغم أن بعض الإنتاجات الأخرى لم تنجُ من استغلال روايات تقليدية فقدت قيمتها.
ومع ذلك، فتح المسلسل نافذة على مجموعة من القضايا الخطيرة والشائكة.
رغم تدخل الرقابة في الحلقات الأخيرة من "لام شمسية" ومحاولة إبراز دور الأجهزة المصرية لتوجيه النجاح نحو السلطة السياسية واستغلاله لصالحها،
إلا أن المسلسل ظل محافظاً على جماهيريته وقربه من الناس، ما جعله أحد أبرز الأعمال التي تناولت هذه القضايا بجرأة.
غياب الثنائيات العاطفية التقليدية كان ملموساً هذا الموسم. مثلاً، لم تكن ثنائية تيم حسن وكاريس بشار في "تحت سابع أرض" للمخرج سامر البرقاوي سوى قصة حب طارئة جمعت بين امرأة مطلقة ومقدم شرطة مطلق هو أيضاً.
لم يكن التركيز على قصة الحب بقدر ما كان على عالم تزوير العملة وما يتبع ذلك من فساد في الصيرفة بدمشق .
انتهت القصة بالزواج ثم بالخيانة، في مرآة لواقع اجتماعي يعاني من الفساد واستغلال العصابات للظروف الاقتصادية.
من جهة أخرى، وثق المخرج الليث حجو لقصة حب تجمع بين مريم ومروان في مسلسل "البطل" الذي كتبه رامي كوسا والليث حجو.
لكن علاقة نور علي (مريم) وخالد شباط (مروان) كانت جزءاً من حلقة التهجير والحرب في سورية المستمرة منذ أكثر من 15 عاماً.
لم تكن الحكاية الأساسية في المسلسل بقدر ما كانت قصة الحب بين فرج (محمود نصر) وراما (رُسل حسين)، وعصيان راما لأهلها من أجل هذه العلاقة.
إلا أن الحب الذي كان من المفترض أن يتوهج، بدا ضعيفاً وغير مؤثر في معظم المشاهد، ما يعكس حالة البؤس والشقاء التي تعانيها القرية في زمن الحرب والهجرة.
القاهرة أيضاً خرجت عن نطاق الثنائيات العاطفية النمطية، باستثناء مسلسل "وتقابل حبيب" لياسمين عبد العزيز، من تأليف عمرو ياسين وبطولتها إلى جانب كريم فهمي وخالد سليم ونيكول سابا.
العمل اعتمد على قصة العائلة المتسلطة التي تدفع ابنها البكر إلى قتل نفسه وقتل زوجته.
وعلى الرغم من نشوء علاقة حب بين زوجته الأولى وشقيقه الذي فقد زوجته في حادث سير، إلا أن نهاية هذه القصة بالزواج لم تضف جديداً إلى المشهد الدرامي بقدر ما أكدت استمرارية نمطية الحب المفرط في الميلودراما.