
ضغوط بريطانية وأوروبية على إسرائيل لوقف الحرب
الرأي الثالث - وكالات
تشتد الضغوط الدولية على إسرائيل في محاولة لحملها على وقف الحرب الوحشية التي تشنها على قطاع غزة، والتي فاقت حصيلتها المعروفة أمس الثلاثاء الستين ألفًا، طبقا لوزارة الصحة في القطاع المحاصر.
ولا تشمل هذه الأرقام الجرحى الذين فاق عددهم الـ145 ألفا، ولا المعوقين والجرحى، وكذلك المفقودين الذين سبق ان قدرت دراسات أجراها باحثون موثوقون في بريطانيا وأوروبا أن اعدادهم قد تكون كبيرة جدا.
ولم تبد إسرائيل أي استجابة حتى الآن لهذه الضغوط، بل لوّحت باحتلال وضمّ مناطق في قطاع غزة إذا لم توافق حركة “حماس” على ما تقول دولة الاحتلال إنه مقترح لوقف إطلاق النار.
وكشفت تسريبات الإعلام الإسرائيلي أمس عن أن خيار الضم يستخدمه رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو لحسابات داخل الائتلاف الحكومي، بعد اعتراض الوزيرين الأكثر تطرفا بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير على إدخال المساعدات إلى القطاع.
كذلك قال وزير الجيش الإسرائيلي يسرائيل كاتس إنه “يجب” أن يبقى الجيش الإسرائيلي “داخل قطاع غزة ويعمل أمنيا بأي مكان يوجد فيه”، كما في الضفة الغربية، وذلك في أعقاب أحاديث عن خطة لاحتلال أجزاء من القطاع الذي يتعرض الشعب الفلسطيني فيه لحرب إبادة مستمرة منذ عامين.
وحديث كاتس عن احتلال غزة، جاء بعد ساعات من نقل صحيفة “هآرتس”، أمس الثلاثاء، أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عرض على المجلس الوزاري المصغر خطة، مصادقا عليها أمريكيا، لاحتلال أجزاء من قطاع غزة.
ويشهد القطاع مأساة إنسانية غير مسبوقة في هذا القرن طبقا لما قاله برنامج الأغذية العالمي.
وقال مدير الطوارئ في البرنامج روس سميث “هذا لا يشبه أي شيء شهدناه في هذا القرن. إنه يُذكرنا بالكوارث التي شهدتها إثيوبيا أو بيافرا في القرن الماضي”، مؤكدا على ضرورة “التحرك العاجل”.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن المساعدات التي تصل إلى غزة كقطرات يجب أن تتدفق بعد الآن كالسيل.
وأصدر بيانا، الثلاثاء، تعليقا على تقرير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي الذي وصف قطاع غزة، الذي يعاني من أزمة جوع بسبب الهجمات الإسرائيلية، بأنه يشهد “أسوأ سيناريو للمجاعة” .
وأشار غوتيريش إلى أن تحذير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي أكد الوضع المخيف في القطاع، وقال: “غزة على شفا المجاعة. البيانات واضحة ولا يمكن إنكارها” .
دوليا، برز أمس تطور مهم بعدما أعلن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أن المملكة المتحدة ستعترف بدولة فلسطين في أيلول/ سبتمبر ما لم توافق إسرائيل على وقف لإطلاق النار، وتتخذ خطوات نحو السلام.
وعقد ستارمر اجتماعا لمجلس الوزراء في الصيف، في حدث نادر؛ لمناقشة الوضع في غزة.
وذكر للوزراء أن بريطانيا ستعترف بدولة فلسطين أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة “إلا إذا اتخذت الحكومة الإسرائيلية خطوات حقيقية لإنهاء الوضع المروع في غزة، وتوصلت إلى وقف لإطلاق النار، وأوضحت أنه لن يتم ضم الضفة الغربية، والتزمت بعملية سلام طويلة الأمد تتمخض عن حل الدولتين”.
وسئل ستارمر الذي عقد مؤتمرا صحافيا “لماذا الاعتراف بالدولة الفلسطينية مشروط؟”، وفق ما ذكرته هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، فقال إن “هذا القرار يهدف إلى دعم هذا المسار”.
ونقل موقع “أكسيوس” عن مصدر مطلع أن ستارمر تحدث مع نتنياهو قبل ساعات من إصدار بيانه بشأن الاعتراف بدولة فلسطينية.
وفي نيويورك، أعلن وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، اعتماد وثيقة ختامية لمؤتمر حل الدولتين تشكل “إطارا متكاملا قابلا للتطبيق”.
وقال أمام المؤتمر الذي ترأسه السعودية وفرنسا أن “الوثيقة تشكل إطارا متكاملا وقابلا للتنفيذ من أجل تطبيق حل الدولتين (الفلسطينية والإسرائيلية) وتحقيق السلم والأمن للجميع”.
ووفق وسائل إعلام سعودية، تضم الوثيقة مقترحات سياسية وأمنية وإنسانية واقتصادية وقانونية، وسردية استراتيجية.
وفي سياق المواقف الأوروبية، قالت وزارة الخارجية الفرنسية أمس الثلاثاء إن أعمال العنف التي يرتكبها مستوطنون إسرائيليون في الضفة الغربية المحتلة هي “أعمال إرهابية”، بعد عملية “قتل” ناشط مناهض للاحتلال نسبت إلى مستوطنين.
كما أعلنت هولندا مساء الإثنين الوزيرين الإسرائيليين المتطرفين إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش “شخصين غير مرغوب فيهما”، حسب ما أفاد وزير الخارجية كاسبار فيلدكمب في رسالة أشار فيها إلى الوضع الإنساني في قطاع غزة.