
إب الجريحة.. حين تُغتال النخبة ويُسجن الضمير
في قلب اليمن، تعيش إب واحدة من أقسى فصولها تحت بطش مليشيا الحوثي، إذ يقبع أكثر من 120 من خيرة أبنائها في السجون: أساتذة جامعات، أطباء، مهندسون، مثقفون وطلاب، جريمتهم الوحيدة أنهم يمثلون وعي المجتمع ونبض كرامته.
الحوثيون يدركون أن إب لم تكن يومًا من مناطق ولائهم، ولذلك يسعون لإخضاعها عبر إذلال نخبتها وكسر إرادتها. بعقلية عنصرية ترى الناس درجات، يعملون على تغييب الرموز التي تحفظ للناس كرامتهم وتذكرهم بحقهم في الحرية.
غياب هؤلاء ليس مأساة أسرٍ بعينها، بل جرح ينزف في جسد إب واليمن كله. فحين تُسجن النخبة يُراد للمجتمع أن يعيش بلا قدوة وبلا صوت، مكسور الجناح، مطفأ الأمل.
إن دموع الأمهات ووجع الآباء وأنين الأطفال تصرخ في ضمير كل إنسان حر: لا تتركوهم وحدهم. هؤلاء المختطفون أبناء إب جميعًا، بل أبناء الوطن، وسجنهم وصمة عار في جبين الإنسانية.
ستبقى أسماءهم وصورهم رايات عز لإب، ورموزًا للحرية حتى يشرق فجر الخلاص، ويعودوا إلى أسرهم وأرضهم أحرارًا أعزاء كما كانوا.
ناجي القرطحي
*مستشار محافظة إب لشؤون المغتربين