
صعود الذهب وتراجع الدولار وسط توقعات خفض الفائدة الأميركية
تراجع الدولار وسجل الذهب أعلى مستوى في أكثر من أربعة أشهر اليوم الاثنين، مستفيداً من زيادة الرهانات على خفض مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) أسعار الفائدة هذا الشهر، بينما ارتفعت الفضة فوق 40 دولاراً للأوقية للمرة الأولى منذ أكثر من عقد من الزمن. وأظهرت البيانات أن مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي في الولايات المتحدة ارتفع 0.2% على أساس شهري و2.6% على أساس سنوي، وكلاهما يتماشى مع التوقعات.
وقالت كارول كونغ، خبيرة استراتيجيات العملات في بنك الكومنولث الأسترالي، إن "الأسواق ستولي اهتماما كبيرا لصدور بيانات الوظائف من أجل قياس حالة سوق العمل... وأي مفاجآت هبوطية لبيانات سوق العمل الأميركية هذا الأسبوع ستزيد توقعات السوق بخفض سعر الفائدة، وسيعطينا ذلك مزيدا من الدلائل حول ما إذا كان هذا الخفض سيكون عاديا بمقدار 25 نقطة أساس أو خفضا كبيرا بمقدار 50 نقطة أساس".
ويتوقع المستثمرون حالياً بنسبة 88% أن يخفض مجلس الاحتياطي أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماعه يومي 16 و17 سبتمبر/أيلول، وفقا لأداة فيد ووتش التابعة لمجموعة سي.إم.إي. وقال مات سيمبسون، كبير المحللين لدى سيتي إندكس: "ساعدت التعليقات الحذرة من رئيسة بنك الاحتياطي الاتحادي في سان فرانسيسكو ماري دالي المتداولين على تجاوز بيانات نفقات الاستهلاك الشخصي التي جاءت مرتفعة يوم الجمعة وأبقت الباب مفتوحا أمام خفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس هذا الشهر".
وفي منشور على وسائل التواصل الاجتماعي يوم الجمعة، كررت دالي دعمها لخفض سعر الفائدة، بالنظر إلى المخاطر التي تتعرض لها سوق العمل. وأضاف سيمبسون أن محكمة الاستئناف الأميركية اعتبرت أيضا أن معظم الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب غير قانونية، ما زاد الضغط على الدولار وأدى إلى ارتفاع الذهب إلى أعلى مستوى له في أربعة أشهر.
وقال الممثل التجاري الأميركي جاميسون غرير، أمس الأحد، إن إدارة ترامب تواصل محادثاتها مع الشركاء التجاريين رغم حكم من محكمة استئناف أميركية بأن معظم الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب غير قانونية. ولا يزال المتعاملون يقيمون بيانات التضخم الأميركية التي صدرت يوم الجمعة، وتداعيات الحكم القضائي، بالإضافة إلى الصراع المستمر بين ترامب ومجلس الاحتياطي بشأن محاولة الرئيس إقالة ليزا كوك، عضو مجلس محافظي المركزي الأميركي.
صعود الذهب والفضة
وفي أسواق المعادن النفيسة، ارتفع الذهب في المعاملات الفورية 0.8% إلى 3475.72 دولارا للأوقية (الأونصة)، بحلول الساعة 0238 بتوقيت غرينتش، مسجلا أعلى مستوى منذ 23 إبريل/ نيسان. وصعدت العقود الأميركية الآجلة للذهب تسليم ديسمبر/ كانون الأول 0.9% إلى 3546.10 دولارا.
وصعدت الفضة في المعاملات الفورية اثنين في المائة إلى 40.44 دولارا للأوقية، وهو أعلى مستوى لها منذ سبتمبر/ أيلول 2011. وقال تيم ووترر، كبير محللي السوق في كيه.سي.إم تريد: "تساهم العطلة الرسمية الأميركية في تقليل السيولة، ما يؤدي أيضا إلى تفاقم بعض التحركات في الذهب والفضة". وأضاف "تصعد الفضة استجابة لتوقعات انخفاض أسعار الفائدة الأميركية". وارتفع البلاتين 0.8% إلى 1375.41 دولارا، وارتفع البلاديوم 1.1% إلى 1121.09 دولارا.
تراجع الدولار تحت ضغط توقعات الفائدة
وفي أسواق العملات، تراجع الدولار اليوم الاثنين مع ترقب الأسواق مجموعة من بيانات سوق العمل الأميركية هذا الأسبوع والتي قد تحدد حجم الخفض المتوقع لسعر الفائدة الأميركية في وقت لاحق من هذا الشهر. وهبط الدولار 0.04% مقابل الين إلى 146.98 في المعاملات الآسيوية، بعدما سجل انخفاضا شهريا بنسبة 2.5% مقابل العملة اليابانية في أغسطس/آب. وارتفع اليورو 0.25% إلى 1.17 دولار، بينما ارتفع الجنيه الإسترليني 0.14% إلى 1.35 دولار. والأسواق الأميركية مغلقة بسبب عطلة اليوم الاثنين.
وتراجع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل سلة عملات، 0.15% إلى 97.69 بعدما سجل انخفاضا شهريا بأكثر من اثنين بالمائة يوم الجمعة. وبغض النظر عن توقعات أسعار الفائدة، تأثر الدولار أيضا بالمخاوف بشأن استقلالية الاحتياطي الاتحادي مع تكثيف ترامب حملته لممارسة المزيد من التأثير على السياسة النقدية. وبالنسبة للعملات الأخرى، ارتفع الدولار الأسترالي 0.11% إلى 0.6544 دولار، بينما زاد الدولار النيوزيلندي 0.13% إلى 0.5902 دولار. واستقر اليوان في المعاملات الخارجية بالقرب من أعلى مستوى له في عشرة أشهر تقريبا يوم الجمعة، واستقر في أحدث تداول له عند 7.1318 مقابل الدولار.
هبوط مؤشر بورصة طوكيو
وفي أسواق الأسهم، هبط مؤشر نيكي الياباني إلى أدنى مستوى له في ثلاثة أسابيع اليوم الاثنين، مع تراجع أسهم قطاع الرقائق، مستلهما الإشارات من عمليات البيع التي قادتها أسهم التكنولوجيا في وول ستريت يوم الجمعة. وانخفض المؤشر نيكي بأكثر من اثنين بالمائة إلى 41849.82 نقطة، وكان قد انخفض في وقت سابق من الجلسة إلى 41843.96 للمرة الأولى منذ الثامن من أغسطس/ آب.
وكان أكثر من نصف تراجع المؤشر نيكي بسبب انخفاض سهمين من الأسهم القيادية، إذ تراجع سهم شركة تصنيع معدات اختبار الرقائق ومورد إنفيديا أدفانتيست 9.1%، في حين انخفض سهم مجموعة سوفت بنك المستثمرة في الشركات الناشئة التي تركز على الذكاء الاصطناعي 6.3%. وانخفض مؤشر توبكس الأوسع نطاقا 0.8%.
(رويترز)