
وفاة فنان الأغنية الشعبية اليمنية علي عِنَبه
توفي الفنان اليمني علي عنبه، أحد أبرز الأصوات الغنائية الشعبية، في العاصمة المصرية القاهرة، إثر نوبة مرض سكر حادة ومفاجئة أنهت حياته على الفور، بحسب ما أكدته مصادر مقربة من الوسط الفني.
وكان الفنان الراحل يقيم مؤخرًا في القاهرة استعدادًا لتصوير عدد من الأعمال الفنية الجديدة، قبل أن يتعرض للأزمة الصحية المفاجئة، رغم محاولات إسعافه العاجلة التي لم تُفلح في إنقاذه.
ويُعد علي عنبه من الأصوات الشعبية التي برزت خلال السنوات الماضية، وحقق شهرة واسعة بأدائه المميز للأغاني الشعبية اليمنية، وأصدر أكثر من 13 ألبوما منذ عام 2007، كان آخرها بعنوان "ياهاجري".
ونعى الفنان حسين محب الراحل بكلمات مؤثرة، قائلاً: "بقلب يعتصره الألم والحزن والأسى، وفي هذه اللحظات المؤلمة، أنعي وفاة أخي وصديقي الفنان علي عنبه"، مضيفًا أن "علي غادر فجأة دون سابق وداع، وكان مدرسة تعلم منها الفن".
رحيل عنبه يُعد خسارة كبيرة للساحة الفنية اليمنية، التي فقدت بصوت رحيله أحد أبرز وجوهها في زمن الحرب.
كما نعى وزير الثقافة والسياحة سابقا خالد الرويشان الراحل بكلمات مؤثرة، قائلاً:
وداعاً بساتينَ الورد حدائق العِنَب
وداعاً فنان الأغنية الشعبية الحديثة علي عِنَبه
ماتَ مراراً وتكراراً قبل رحيله اليوم في القاهرة!
إذا قيل براءة الأطفال في عينيه فهو الفنان قلب الطفل علي عِنَبَه!
وإذا قيل عودٌ طامحٌ جامحٌ رامح فهو عود علي عِنَبَه
وإذا قيل عِنَب اليمن .. عٍنَب البياض في جحانة يسكِر الطير فهو علي عِنَبَه
وإذا قيل صوتٌ ذائبٌ مُضيءٌ محترقٌ مثل شمعة فهو صوت علي عِنَبَه
وانطفأ الصوت الذائب المضيء المحترق اليوم!
وانطفأت الشمعة أخيراً بعد أن ذوَتْ بين أعيننا طويلاً وتلاشت على أهدابنا مراراً
في عُرسٍ من أعراس صنعاء جاء مُسَلّماً ضاحكاً ليقول لي:
أنا داري أنك تحب السنا لاح للحارثي .. سأغنيها لك خصيصاً.. وبطريقتي!
وتلألأ صوتُهُ وأشرق بانثيالاته الطويلة الجديدة المتجددة
وكانت حقاً بطريقته وخصوصيته وثقته بنفسه
ثم تلاها بأغنيةٍ له شهيرة وكأنها وصيّته الأخيرة:
يا ناس لا تقبروني في عميق اللحود
القبر في صدر خلّي والعوالم شهود
قبل أن يختم بأروع بيتٍ شعريٍ شعبي لا ثانيَ له في الشعر فصيحِهِ وحمينيّهِ:
وغسِّلوني بدمعَة
والكفن بالجعود
رحمة الله تغشاك يا علي النقي مثل قطرة مطر.