الفكر العربي في قبضة القداسةً
ما يقيّد المفكّر العربي ليس نقص الفكرة، بل خوفه من مواجهة التناقض بين الفلسفة والدين. وحين تعجز الشجاعة عن مواكبة الفكر، يلجأ إلى التاريخ هربًا من الحاضر، وكأن لا قول له في زمانه.
يخشى نظرة المجتمع التي تخلط السؤال بالزندقة، والبحث بالكفر، فينكمش العقل داخل دائرة الرعب الأخلاقي، ويصمت الفيلسوف أمام قداسة العادة.
نحن أمام عالمين متباينين:
عالم الإلهام، عالم الوحي والقلب والإيمان بالغيب، الذي رحل برحيل النبوّة، وخلف وراءه فراغًا ملأته الأساطير والخرافات، والغيبيات.
وعالم البرهان والعقل، عالم التحليل والتجربة والبيان، الذي هو عالمنا الراهن.