
ترامب يبحث مع زيلينسكي وقادة أوروبيين تعثّر جهود السلام في أوكرانيا
الرأي الثالث - وكالات
عقد الرئيس الأميركي دونالد ترامب اجتماعاً افتراضياً، اليوم الخميس، مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ومجموعة من القادة الأوروبيين، لمناقشة الجهود الدبلوماسية المتعثرة لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا.
وجرت المكالمة وسط تزايد إحباط ترامب من عجزه عن عقد اجتماع بين زيلينسكي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين أو تحقيق أي تقدم ملموس. وبدأ الاجتماع بعيد الساعة 14:00 بتوقيت باريس (12:00 توقيت غرينتش)، بحسب قصر الإليزيه.
وفي مطلع القمة التي شارك فيها نحو 35 من قادة الدول حضورياً في باريس أو عبر الاتصال بالفيديو، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن اللقاء "سيسمح بوضع اللمسات الأخيرة على الضمانات الأمنية المتينة التي ستقدم لأوكرانيا".
وأعلن ماكرون أن 26 دولة، خصوصاً أوروبية، التزمت بالمشاركة في "قوة طمأنة"، في إطار وقف لإطلاق النار محتمل بين روسيا وأوكرانيا، وذلك عبر نشرها قوات في أوكرانيا أو بمشاركتها "براً أو بحراً أو جواً".
وأوضح ماكرون للصحافيين إثر اجتماع للتحالف الداعم لأوكرانيا "ليس هدف هذه القوة أن تخوض حرباً ضد روسيا"، مؤكداً بعد مباحثات عبر الفيديو مع ترامب أن "الدعم الأميركي" لهذه "الضمانات الأمنية" لكييف سيتبلور "في الأيام المقبلة".
وأوضح ماكرون أيضاً أن الأوروبيين سيفرضون عقوبات جديدة "بالتنسيق مع الولايات المتحدة" إذا واصلت موسكو رفض إحلال السلام في أوكرانيا.
بدوره، قال زيلينسكي، اليوم الخميس، إن كييف وحلفاءها لديهم تفاهم على إطار عمل عام للضمانات الأمنية، وإن الوثائق المتعلقة بهذه الضمانات قيد الإعداد في كل دولة من الدول التي وافقت على المساهمة.
وأضاف، خلال مؤتمر صحافي في باريس، أن وجود جيش أوكراني قوي سيكون محورياً في أي التزامات من هذا القبيل، وحث شركات الدفاع الأوروبية على تعزيز الإنتاج بكامل طاقتها.
من جانبه، شدد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر الذي يرأس مع ماكرون "تحالف الراغبين"، على أن "من الضروري زيادة الضغوط" على بوتين فيما يستمر هذا الأخير "في تأخير مفاوضات السلام وشنّ هجمات مروعة على أوكرانيا".
إلى ذلك، قال رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا، اليوم الخميس، إن حلفاء أوكرانيا في "تحالف الراغبين" يتكاتفون من أجل تعزيز الضمانات الأمنية لأوكرانيا من الجو والبحر والبر ودعم القوات الأوكرانية.
وأضاف كوستا على منصة إكس بعد اجتماعه مع التحالف في باريس "في الوقت نفسه، نواصل عملنا للضغط على روسيا من خلال فرض مزيد من العقوبات. يجب على روسيا وقف القتل فوراً".
ويضم "تحالف الراغبين" داعمي أوكرانيا على الصعيد العسكري وغالبيتهم أوروبيون، فضلاً عن كندا وأستراليا واليابان.
وهذا التحالف مستعد للمساهمة في تعزيز الجيش الأوكراني، لا بل إن بعض الدول مثل فرنسا والمملكة المتحدة وبلجيكا مستعدة لنشر قوات على الأرض ما إن يجري التوصل إلى وقف لإطلاق النار، لردع روسيا عن القيام بهجوم جديد.
ويأمل الأوروبيون أن يطلعهم ترامب على الخطوات الملموسة التي يريد الأميركيون القيام بها لدعم جهودهم، ويطالبون ترامب أيضاً بفرض عقوبات أميركية جديدة على روسيا التي لا تبدي أي "مؤشر" إلى أنها تريد وقف القتال، بحسب ما رأى الرئيس الأوكراني الأربعاء.
وكان الرئيس الأميركي الذي أعرب أخيراً عن خيبة أمل كبيرة ببوتين، قد ألمح الأربعاء إلى احتمال فرض عقوبات جديدة على روسيا ما لم تستجب لتطلعات السلام من دون أن يخوض في التفاصيل.
وقال ترامب "ليست لدي أي رسالة للرئيس بوتين، فهو يعرف موقفي، وسيتخذ قراراً بطريقة ما"، مضيفاً "مهما كان قراره، فإما أن نكون سعداء به وإما غير سعداء. وإذا كنا غير راضين عنه، فسترون أشياء تحدث".
ويعقد ماكرون وزيلينسكي الذي التقى على هامش اجتماع باريس مبعوث ترامب الخاص ستيف ويتكوف، مؤتمراً صحافياً الخميس أيضاً.