
محادثات لتشكيل قوة بحرية لمجلس الدول المشاطئة للبحر الأحمر
الرأي الثالث - وكالات
في ظل الملفات المتشابكة والتوترات في منطقة البحر الأحمر والقرن الأفريقي، كشفت مصادر مصرية رسمية رفيعة المستوى عن بدء محادثات بين مصر والسعودية حول إمكانية تشكيل قوة بحرية تكون تابعة لـ"مجلس الدول العربية والأفريقية المشاطئة للبحر الأحمر".
وأُطلق هذا المجلس عام 2020 في الرياض، ويضم بعضويته كلاً من مصر والسعودية والأردن واليمن وجيبوتي وإريتريا والصومال.
تأتي المحادثات في أعقاب تفاهمات مصرية سعودية بشأن دعم القاهرة ترشيح وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية، عادل الجبير، أميناً عاماً لمجلس الدول المشاطئة للبحر الأحمر.
من جهتها كانت وافقت الرياض على الترشيح المصري الخاص بوزير الخارجية الأسبق، نبيل فهمي، أميناً عاماً لجامعة الدول العربية خلفاً للأمين العام الحالي، أحمد أبو الغيط، والذي تنتهي ولايته رسمياً في مايو/ أيار 2026.
أمن البحر الأحمر
وتهدف المحادثات الجارية لتفعيل أطر عملية تعمل على تحقيق أهداف مجلس الدول المشاطئة للبحر الأحمر والتي تتمثل في حماية حركة التجارة والملاحة في البحر الأحمر وتأمينها.
وبحسب مصدر مصري مطلع فإن القاهرة تولي اهتماماً بالغاً بالأمن في منطقة البحر الأحمر في ظل الارتباط الوثيق بين الأوضاع الأمنية في هذه المنطقة وحركة المرور في قناة السويس التي تمثل شرياناً رئيسياً للاقتصاد المصري.
وأشار المصدر إلى أن القاهرة تولي اهتماماً كبيراً بمنطقة البحر الأحمر والقرن الأفريقي في ظل تمسكها برفض الوجود الدائم لأي دولة غير مشاطئة للبحر الأحمر،
في إشارة إلى إثيوبيا التي تسعى للحصول على ميناء دائم لها (وقعت العام الماضي، اتفاقية لمنحها منفذاً على البحر الأحمر مقابل الاعتراف باستقلال إقليم أرض الصومال "صوماليلاند") في ظل توتر العلاقات بين القاهرة وأديس أبابا على وقع ملف سد النهضة الإثيوبي.
من جهة أخرى أكد مصدر آخر أن المحادثات المصرية السعودية التي وصفها بـ"التمهيدية"، تهدف إلى بحث إمكانية تشكيل دوريات بحرية مشتركة تكون نواة لتعاون أكبر ينتهي بتشكيل قوة بحرية تساهم في تأمين حركة الملاحة بالبحر الأحمر وتخدم أهداف البلدين.
وكان قائد القوات البحرية المصرية اللواء محمود عادل فوزي، التقى رئيس أركان القوات البحرية الملكية السعودية، الفريق الركن محمـد بن عبد الرحمن الغريبي، الاثنين الماضي، في مقر قيادة القوات البحرية المصرية بالإسكندرية.
وبحسب بيان رسمي مصري، تناول اللقاء مناقشة أوجه تعزيز علاقات التعاون العسكري بين القوات البحرية المصرية والقوات البحرية الملكية السعودية،
كما عُقدت جلسة مباحثات مشتركة لبحث سبل نقل الخبرات وتبادلها بين الجانبين، وتوقيع بروتوكول تعاون لدعم جهود الأمن البحري.
وتخلل نشاط الغريبي زيارة لشركة ترسانة الإسكندرية، والمرور على عدد من الوحدات البحرية للتعرف إلى أحدث منظومات التسليح التي شهدتها القوات البحرية في الآونة الأخيرة، كما زار الكلية البحرية "لمتابعة كيفية الإعداد والتأهيل للطلبة وفقاً لأحدث النظم التعليمية".
رؤية مجلس الدول المشاطئة للبحر الأحمر
يذكر أن الرؤية التي قام عليها المجلس الذي تأسّس في يناير/ كانون الثاني 2020، ترتكز على مجموعة من الأهداف،
أبرزها وفق ما أُعلن عنه حينها: "حماية حركة التجارة والملاحة العالمية والدولية، وتعزيز جوانب الأمن والاستثمار والتنمية، والسعي لتحقيق الاستقرار لدول التجمّع ودعم مصالحها المشتركة"،
إلى جانب "ردع القوى والمجموعات التي تحاول ممارسة أدوار سلبية في المنطقة". ويُعدّ البحر الأحمر أحد أهم الممرات المائية الدولية،
إذ يمرّ به نحو 60% من احتياجات أوروبا من الطاقة، و25% من التجارة الخارجية المتوجهة إلى الولايات المتحدة، ونحو 30% من نفط العالم.
ويُعدّ البحر الأحمر أحد شرايين التجارة العالمية الرئيسية، وأحد ممرات مبادرة طريق الحرير الصيني البحري الذي يربط شرق آسيا بأوروبا والغرب.