
اللاجئون المسنّون... آخر الفارّين من الخطر والأكثر تضرراً
يتردّد كبار السن عادة في مغادرة منازلهم وممتلكاتهم، وغالباً ما يكونون آخر الأشخاص الذين يفرّون من مناطق الخطر، سواء خلال الحروب والصراعات، أو خلال الكوارث الطبيعية من سيول وفيضانات وزلازل وحرائق، وغيرها من الظروف القاهرة التي تجبر السكان على النزوح القسري، أو اللجوء نحو مناطق أكثر أمناً.
وتظهر اللقطات المصوّرة حجم مأساة المسنين، سواءً في قطاع غزة حيث تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين، أو في حروب وكوارث اليمن والسودان وأوكرانيا، أو في زلازل أفغانستان وفيضانات باكستان والهند وإندونيسيا وبنغلادش وغيرها من الدول.
وتكشف المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن كبار السن خاصّةً يكونون عرضةً لخطر الإساءة والإهمال أثناء النزوح. وإذ تشدد على حقوق كبار السن واحتياجاتهم الملحّة، تؤكد سعيها لدعم المسنين وحمايتهم أثناء تنقلهم، وتمكينهم من الوصول إلى الخدمات الأساسية، خصوصاً أن ضعف البصر والأمراض المزمنة ونقص القدرة على الحركة،
كلّها عوامل تؤدي إلى صعوبة الوصول إلى مصادر الدعم من أجل تحقيق التعافي وإعادة بناء أنفسهم بعد الأزمة.
وبحسب المفوضية، يشكل اللاجئون الأكبر سناً نحو 4% من إجمالي عدد السكان الذين تُعنى بهم المنظمة الأممية، وبحلول سنة 2050 سيكون عدد سكان العالم فوق سن الستين أكبر من عدد السكان الذين تقلّ أعمارهم عن 12 عاماً، ما يدفع المفوضية إلى تكثيف جهودها مع الجهات المانحة لضمان حياة كريمة وآمنة للاجئين الأكبر سناً.